samedi 2 novembre 2013

رئيس الحكومة المصرية في الإمارات: دعم خليجي بلا حدود و33 ألف جنيه سندويتشات لوزير الإعلام الإخواني ...


وقعت الإمارات العربية المتحدة اتفاقية لدعم البرنامج التنموي لمصر تقدم بموجبها دولة  الإمارات مبلغ 4.9 مليار دولار لتطوير مرافق خدماتية، ويشمل هذا الدعم منحة مالية قدرها مليار دولار تم تحويلها منذ شهر جويلية الماضي  إضافة إلى تخصيص أكثر من مليار دولار لتوفير جزء من كميات الوقود التي تحتاجها مصر، وتشمل المشاريع بناء خمسين الف وحدة سكنية بمسمّى مدينة الشيخ خليفة و79 وحدة للرعاية الصحية، ويأتي هذا السخاء الإماراتي بمناسبة زيارة رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي إلى دولة الإمارات حيث حظي باستقباله من طرف أهم القيادات الإماراتية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد (شقيق رئيس الدولة) ولي عهد أبو ظبي،  ويذكر أنه إثر الإطاحة بحكم الرئيس محمد مرسي في 3 جويلية الماضي وافقت السعودية على تقديم مساعدات لمصر بخمسة مليارات دولار كما أعلنت الامارات عن مساعدات بثلاثة مليارات دولار ، كما أعلنت حكومة الكويت عن تقديمها “معونة عاجلة” لمصر بقيمة 4 مليارات دولار توزعت على شكل مليار “منحة” ومليارين وديعة في البنك المركزي، بالإضافة إلى مليار متمثل في نفط ومشتقات نفطية “.
وخلافا لما تردد بشأن رد مصر للوديعة القطرية المقدرة بملياري دولار التي أعلنت عنها الدوحة أيام حكم الإخوان، فقد علمت التونسية من مصادر قريبة من رئيس مجلس الوزراء المصري خلال زيارته لدولة الإمارات أن قطر هي التي  تراجعت عن موقفها بسبب سقوط نظام الإخوان الذي كان يحظى بدعم واسع من الدوحة سياسيا وماليا وإعلاميا من خلال شبكة الجزيرة ، وهو موقف تسبب في عزلة قطر خليجيا باعتبار دعم كل من السعودية والكويت والإمارات  الإطاحة  بحكم الإخوان .


ومعلوم ان الإمارات العربية المتحدة تنظر بحساسية شديدة لتنظيم الإخوان المسلمين، وقد كان القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان لسان حال النظام بتغريداته على تويتر وتصريحاته غير المحسوبة ديبلوماسيا، فقد وصف الإخوان بأنهم أخطر جماعة إرهابية وبأنهم أخطر على الخليج من إيران(التي تحتل جزرا إماراتية) وبأنهم يخططون لقلب نظام الحكم في كل دول الخليج وبأنهم "أسوأ أمة أخرجت للناس" ، ولذلك كانت الإمارات اول المرحبين بخارطة طريق وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي التي كانت إشارة إنهاء حكم الرئيس مرسي ، ولكن هل كان محمد مرسي هو الحاكم الفعلي للبلاد؟ وما هي الأخطاء القاتلة التي عجلت برحيله؟
يقول مصدر قريب من دوائر رئيس الحكومة حازم الببلاوي إن الإخوان فعلوا بأنفسهم ما لم يفعله بهم اشد اعدائهم ضراوة بدءا بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فقد إلتزم الإخوان في البداية بعدم التقدم بمرشح رئاسي ولكنهم سرعان ما نكثوا العهد ورشحوا خيرت الشاطر اقوى رجالهم الممسك بثروة التنظيم التي تقدر بأكثر من 25 مليار دولارا ، ولافت للإنتباه ان الشاطر هو إبن أحد منظري اليسار المصري وقد نشط في بداياته صلب منظمة الشباب الإشتراكي، وحين استحال ترشحه لرئاسيات 2012 تم تعويضه بمحمد مرسي الذي تعارف عامة المصريين على وصفه بالرئيس "الإستبن" (العجلة الإحتياطية)  وحين فاز مرسي في الانتخابات فشل في الخروج من صورة المرشح المعوّض والبديل لخيرت الشاطر النائب الأول للمرشد العام للإخوان والرجل الأقوى في التنظيم .
وبسرعة قياسية نجح الإخوان وهم في الحكم في استعداء الصحافيين المصريين بالتركيز على قضية تطهير الإعلام، وهو تمشّ شبيه لما حدث عندنا فقد تم تنظيم اعتصام لمدة فاقت الخمسين يوما أمام دار التلفزة تحت شعار "إعلام العار" بدعم من بعض قيادات النهضة ورعايتها، وهو ما ساهم في حشد الإعلاميين ضد الإسلاميين أو حرم النهضة عندنا من أي تعاطف محتمل من طرف الصحافيين عدا فئات المنتمين والانتهازيين والمستفيدين وقد لعب باسم يوسف ببرنامجه "البرنامج "دورا محوريا في ترويج صورة الرئيس المهرج الذي بلغ به الأمر حدّ التعريض بالأشخاص والتشهير بهم حتى انه سمى بالإسم خصمه التقليدي من الحزب الوطني في انتخابات المجلس التشريعي (مجدي عاشور)  ووصفه بأنه بلطجي.
مصدر مطلع برئاسة الحكومة المصرية أفاد التونسية أن وزير الإعلام زمن الإخوان صلاح عبد المقصود تقدم بفاتورة قيمتها 33 ألف جنيه كلفة ما تناوله السيد الوزير وصحبه من سندويتشات خلال شهر واحد، أكثر من ذلك فقد صرف الوزير لنفسه مكافآت تقدر قيمتها ب300 ألف جنيه؟
أما سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب فقد تقدم لرئاسة الحكومة بطلب تمتيعه برتبة رئيس مجلس الشعب حتى عند مغادرته للمنصب  للحفاظ على امتيازاته المالية السخية.
ومن خطايا مرسي والإخوان إحداث خطة مندوب الرئاسة لدى مكتب الإرشاد يقوم ينقل تعليمات مكتب الإرشاد لرئيس الدولة المنتخب مما يفسر بطء اتخاذ القرار من طرف مرسي
ملف آخر تسبب في تراجع شعبية الإخوان في مصر حسب محدثنا هو فتح  الباب على مصراعيه للفلسطينيين من قطاع غزة للدخول إلى البلاد بلا حسيب أو رقيب في ظل أوضاع أمنية هشة، وقد تحركت "الدولة العميقة" (وهي العبارة الأثيلة عند كثيرين من قيادات الترويكا عندنا- لتروج ان مرسي مستعد للقبول بصفقة مع إسرائيل يقبل بموجبها باحتضان فلسطينيي غزة وإدماجهم في مصر لترتاح إسرائيل من وجع الرأس .
وفي عهد مرسي انقطع الكهرباء والماء وشهدت محطات البنزين طوابير طويلة للتزود بالوقود بكميات محدودة ، وفي عهد مرسي تفشت ظاهرة سرقة السيارات في القاهرة ليتم تسريب معلومات امنية لاحقا بأن هذه السيارات كانت تهرّب عبر الأنفاق لتباع في قطاع غزة الحليف الإستراتيجي للإخوان الذين رفضوا التعويل على الكفاءات رافعين شعار"الثقاة لا الكفاءات" وهو ذات الشعار الذي يدعمه جانب من قيادات النهضة ومنتسبيها حتى أن إحدى الإذاعات الخاصة التي ولدت خلال الأشهر الماضية في بلادنا جلبت مكونا لفريقها من الإذاعيين من قطاع غزة؟ والحال أن تجربة الإذاعة في تونس تعود إلى نهاية الثلاثينات من القرن الماضي، فأي خبرة يمكن أن ينقلها إذاعي من حركة حماس لإذاعة تونسية وليدة؟
ثم كانت قضية سد النهضة الذي اعلنت اثيوبيا في تحد صريح لمصر انها شرعت في الإعداد لتشييده، فشعر كثير من المصريين بأن أمن بلادهم القومي مهدد خاصة وقد تم تسريب تصريحات لعمر سليمان مدير المخابرات العامة الأسبق مفادها ان مصر قامت خلال عهد السادات بقصف معدات اثيوبية في عرض البحر وتكرر الموقف نفسه في حكم مبارك اشهرا قليلة قبل ثورة 25يناير(جانفي) وقراره التنحي تحت ضغط الشعب المصري.
وقد برهن الإخوان الذين سريعا ما طووا شعارهم منذ ثمانين سنة "الإسلام هو الحل" ليتبعوا سياسة فيها الكثير من الانتهازية بتبجيل منافعهم الشخصية والفئوية قبل التفكير في المصلحة العامة ، على عجزهم عن فهم تركيبة المجتمع المصري وخصوصياته الثقافية والاجتماعية حتى انه تم تعيين محافظ لقنا في الصعيد المصري مسيحي الديانة وهو ما لا يمكن قبوله  لأسباب تتعلق بأسباب ثقافية واجتماعية متوارثة  منذ عهد المماليك، فقد كانت العائلات المسيحية –وجلها عائلات فقيرة- في خدمة عائلات المسلمين ، فما كان من عموم ابناء قنا إلا التمرد على قرار التعيين بالمرابطة امام مقر المحافظة خلال اقل من 24 ساعة

اما عن إمكانية ترشح عبد الفتاح السيسي لرئاسة الدولة فقد أفادنا مصدرنا القريب من رئيس الحكومة المصرية حازم الببلاوي أن السيسي لم يتخذ قراره بعد، وهو مازال بصدد الإنصات للمقربين منه هل يقوم بهذه الخطوة أو يظل في موقعه صانعا للرؤساء حتى أن كثيرين من الفاعلين السياسيين اليوم ينادون وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي"يا ريّس" ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire