vendredi 1 juillet 2011

نادية الفاني مخرجة فيلم"لا الله لا سيدي "في حوار خاص من مدريد


إلحادي مسألة شخصية وفيلمي ليس ضد الإسلام...



فجأة طفا إسم نادية الفاني على الساحة وطغى حتى على نجوم السياسة من المعارضين السابقين الذين يرابطون ببلاتوهات التلفزيونات ، ومثل إعتداء مجموعة من الملتحين على قاعة الأفريكار يوم الأحد الماضي بسبب عرض شريط نادية الفاني "لا الله، لا سيدي" النقطة التي أفاضت الكأس إذ تلاه من الغد إعتداء على عدد من المحامين تزامن حضورهم أمام قصر العدالة بالعاصمة التونسية حيث تظاهر عدد من الملتحين مطالبين بالإفراج عن إخوانهم من مهشمي قاعة الأفريكار...وتعود القصة إلى عرض الفيلم لأول مرة في تظاهرة "DOC a Tunis" إذ يبدو أن عنوان الفيلم قد إستفز عددا من ذوي الميول الإسلامية (على الرغم من تبرء حزب التحرير من أحداث العنف وإدانة حركة النهضة لها وإن بشكل متحفظ)  وعرض الفيلم ثانية في مهرجان "كان"  وتواصلت الحملة الفايسبوكية تكفر نادية الفاني وتحرض عليها ...
ونادية الفاني المقيمة بباريس منذ سنة 2002  قدمت عدة أعمال سينمائية طويلة وقصيرة كلها من إنتاجها بإستثناء فيلم وحيد ومن أبرز أفلامها"أولاد لينين" عن والدها رجل الثقافة والمناضل الشيوعي السابق بشير الفاني و"بدوين هاكر" و"قهوة شطار"و"Tanitez moi "كما أنجزت فيلما عن جمعية النساء الديمقراطيات التي كانت شوكة في خاصرة نظام بن علي(سنة   1993 ) ، وعملت نادية الفاني لسنين طويلة مساعدة لسينمائيين تونسيين وعرب وعالميين من ابرزهم رومان بولنسكي وفرنكو زيفرلي والكسندر اركادي والنوري بوزيد ورندة الشهال ...
وسط هذا الجدل حول"لا الله لا سيدي" كانت نادية الفاني الغائب الحاضر ومن مدريد تحدثت إلينا في حوار خاص...


-                           لماذا تغيبت عن عرض فيلمك بقاعة الأفريكار يوم الأحد الماضي خلال تظاهرة "لم الشمل"؟

ظروفي الصحية لا تسمح لي بكثرة السفر وأنا أفضل المكوث بباريس حيث أتلقى علاجي 
-                           هل تفكرين في العودة إلى تونس بعد ماحدث بسبب "لا الله لا سيدي"؟

بصراحة أرغب في العودة... نحب نشوف شنية الحكاية هاذي متاع المجلس الإسلامي الأعلى التي تحدث عنها وزير الثقافة اليوم(أجري الحوار مساء يوم الخميس ساعات بعد الندوة الصحفية لمهرجاني قرطاج والحمامات والتي رددت فيها شخصيا على كلام وزير  الثقافة ونبهته إلى خطورة فتحه هذا الباب بإقحام المرجعية الدينية في تقييم الإبداع الفني)

-                           كيف علمت بالإعتداء على قاعة الأفريكار والحبيب بلهادي؟

لقد بعثت إرسالية قصيرة س م س للحبيب بلهادي نصف ساعة قبل إنطلاق تظاهرة "لم الشمل" وطلبت منه ان يبلغ الجمهور اني معكم ولكنه لم يرد "تحيرت شوية" وبعدها كلمني أصدقائي في باريس وأعلموني بالإعتداء

-                           هل فاجأك ما حدث؟

لا لم يفاجئني ...فما تعرضت له خلال الشهور الماضية من تشويه لسمعتي ومس مني وعائلتي على الفايسبوك وتهديد بالقتل عن طريق مكالمات هاتفية مجهولة المصدر لي ولأبي ...كل هذا جعلني أتوقع ما حدث ولا استغربه

-                           ألا ترين أن عنوان الفيلم قد جنى على الفيلم وألب عليه الأعداء؟ ثم من اين جاء "لا الله لا سيدي" والحال ان العنوان الموجود على الجينيريك هو"لائكية إن شاء الله"؟

كما تعلم الفيلم لم يكتمل تركيبه بعد وقد إعتمدت عنوان"لائكية إن شاء الله" لأنه يشبه الفيلم ويعبر عنه ولكني غيرت رأيي لاحقا وإستقر على "لا الله لا سيدي" على الرغم من ان كثيرين قالوا لي إنه عنوان مستفز  فقلت لم لا فذلك يحث الجمهور على مشاهدته ولم اكن اتخيل لحظة أن أحدا سيشعر بأذى أو إساءة من هذا العنوان فالفيلم ليس ضد الإسلام بالعكس أنا قدمت تونس كبلد يتعايش فيه  المسلم الملتزم بفرائضه والمسلم غير الملتزم وغير المؤمن والمسيحي واليهودي دون أن يلغي أحد الآخر ...أنا ايضا ثقافتي إسلامية وأحب عاداتنا وأمارس بعضها ولكني اطالب بحقي في القول بأني لا أومن بالله ولا أحد يحق له ان يفرض علي او على غيري الإيمان من عدمه بل إني أدعو إلى عدم التنصيص على مسألة ان دين الدولة هو الإسلام في الدستور القادم لتونس مع اني ادرك ان أغلبية التونسيين يدينون بالإسلام ولكن أعتقد أنه يستحسن عدم إقحام الدين في السياسة بأي وجه من الوجوه ..."لا إكراه في الدين "

-                           هل يعني ما حدث يوم الأحد الماضي ان التعايش بات صعبا بين فئات من التونسيين؟

لا بالعكس أنا مؤمنة بأن الثورة التونسية هي ثورة حرية وكرامة وهؤلاء الذين يهددون المختلف عنهم ويحاربونه ويضيقون عليه الخناق هم أعداء للحرية وللثورة  فلم يتخلص التونسيون من ديكتاتورية بن علي ليقعوا فريسة لديكتاتورية من يتهيأ لهم انهم اوصياء على الفضيلة وعلى الدين وعلى السنة النبوية وعلى مستقبل أبناء تونس وبناتها

-                           من تتهمين بغزوة الأفريكار؟

لا اتردد في تسمية الأشياء بأسمائها وأنتظر من الإسلاميين(ولا اقول المسلمين فالفرق بينهما شاسع) في تونس وخارجها ان يبرهنوا على انهم سلميون فعلا وينبذون العنف بمختلف تمظهراته ودرجاته المعنوية واللفظية والبدنية

-                           هل تدركين أن مجاهرتك بالإلحاد تصدم عامة الناس؟

إلحادي أو إيماني مسألة شخصية وأنا أتحمل مسؤولية إختياراتي "لكم دينكم ولي ديني" ولا أعتقد أن في عدم إيماني ما يسيء لأحد أو ينتهك حرمته أو يعتدي على كرامته

- كيف ترين مستقبل الفيلم؟

أنا أدعو التلفزيون العمومي إلى بث شريطي ردا على هذه الفئة التي لا تؤمن سوى بإخراس من يخالفها الرأي والفيلم على ذمة التلفزة مجانا ...حتى يشاهد التونسيون كلهم بلدهم خلال آخر شهر رمضان تحت حكم بن علي(أوت 2010) صورنا في عدة فضاءات عامة وكان كل الفريق نسائيا ودخلنا مقاه للمفطرين وصورنا دون أن نتعرض إلى أي إساءة... هذه هي تونس ...المتسامحة ذات القلب الكبير الذي يتسع لكل أبنائها دون أن تسأل أحدا هل تؤمن بالله أو لا ... واليوم نحن مطالبون بعدم الرضوخ للخوف

-هل تحصل "لا الله لا سيدي"على دعم وزارة الثقافة التونسية؟

الفيلم لم يأخذ أي فرنك لا من تونس ولا من فرنسا ...والحمد لله أنه سيوزع في القاعات الفرنسية بعد أن تعاقدت مع موزع فرنسي ولعلمك لم احصل على اي دعم من وزارة الثقافة منذ أكثر من عشر سنوات

-                           لمح البعض إلى أن المنتج الشريك في الفيلم يهودي ؟

وماذا يغير هذا؟ صدقني لم أسأله عن ديانته ولماذا أفعل؟ ولهؤلاء أقول إن الفيلم يجمع الديانات السماوية كلها اما إن كان الهدف هو الإيحاء بأجندا صهيونية فليعد هؤلاء قصيرو الذاكرة إلى مواقفي فلم يعرض لي فيلم واحد في إسرائيل بل إني منحت أفلامي كلها للعرض مجانا في أراضي السلطة الفلسطينية ووطنيتي لا تحتاج شهادة من احد

-                           هل لمست مساندة من زملائك السينمائيين؟

نحسهم معايا...تبارك الله عليهم وقفوا معايا ...كأفراد وجمعيات ونقابات ...






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire