مقال هذا الأسبوع مهدى إلى أستاذي محمد الفهري شلبي ...
الجدل...صناعة تونسية بقلم :محمد بوغلاب
حفل الأسبوع الماضي بالجدل أهم مكاسب ثورة 14 جانفي التي سالت من أجلها دماء شباب تونس رجالا ونساء... فبسبب إعلان وزارة الثقافة عن إفتتاح لطفي بوشناق لليالي قرطاج( النسخة المعدلة من مهرجان قرطاج) إنقسمت الساحة الموسيقية إلى جبهتين، أولى يقودها سامي بن سعيد الذي تعد أغنية "الحومة العربي" للطيفة التونسية (العرفاوي) أكبر فتوحاته، تهدد الموسيقيين بالويل والثبور إن مدوا أياديهم إلى بوشناق، وجبهة ثانية تساند من غنى "للناس إلي تعاني" وللحقيقة ولتونس دون أن يلوثها بإسم رئيس بات ملاحقا من العدالة
وبالمناسبة ماذا ستفعل إذاعتنا بالأغاني التي أعدت لإحياء ذكرى السابع من نوفمبر المجيد والتحول المبارك طيلة عشرين عاما؟ هل سيكتب عليها بخط رديء "تمنع من البث بإذن من الإدارة العامة" كما فعلوا مع الأغاني التي تمجد المجاهد الأكبر الذي يريد البعض من الإنتهازيين تحويله إلى صنم بعد الثورة ، أو سيتم إعدامها وكأن شيئا لم يكن فلم يكتب شاعر ولم يلحن موسيقي ولم يغن مطرب أو مطربة ولم يعلق صحافي طمعا في إلتفاتة أو نيشان أو ميدالية قصديرية ...
ومادمت في رحاب الإذاعة فلا مناص من التعاطف مع الأستاذ المسعودي الذي سخرته الهيئة الوطنية للمحامين للدفاع عن الرئيس السابق فقد تلقى الرجل وهو في ضيافة الإذاعة الوطنية- التي أتخير مواعيد إستماعي إليها إمتثالا لتعليمات طبيبي بتجنب كل أسباب إرتفاع الضغط من دعاة الثورة وأنبيائها الجدد أو بقايا النغمة النوفمبرية العتيقة- سيلا من الإتهامات مجملها تقريعه وتأنيبه لقبوله الدفاع عن مجرم ومخلوع ... ولولا بعض التدخلات الرصينة التي هدأت الجو قليلا لشككت في سمعي ؟ فكيف لشعب ثار على الظلم أن ينادي اليوم بالتشفي والشماتة وإعادة إنتاج خطاب الديكتاتورية ؟
وخلال الأسبوع الماضي الذي أحمد الله على إنقضائه، حدث إنقلاب في "الوطن" الحزب الوليد برأسين، طار أحدهما (أحمد فريعة ) بالإستقالة طوعا أو كرها،أما الرأس الثاني فهو محمد جغام الذي يبدو أنه قليل الحظ في السياسة فالرجل لم يشفع له إنتماؤه إلى مسقط رأس "صانع التحول" إذ تم إقصاؤه من القصر ومن البلاد- سفيرا- ومن العمل السياسي تماما بعد أن طاله غضب حاكمة قرطاج ... وأخشى أن أكون تعاطفت مع هذا الرجل الذي لا أقدر على تذكره سوى كوزير ناجح للسياحة مسقطا من ذاكرتي أنه كان وزيرا للداخلية وأني حرمت من جواز سفري ولم تنفعني طيبته وهدوءه ونظافة يده ...
قلت إن محمد جغام قليل الحظ في السياسة فبمجرد أن إنفرد بكرسي الأمانة العامة للوطن حتى إنقلب عليه رهط من الهيئة التأسيسية للحزب ليجد الرجل نفسه عضوا منزوع الصلاحيات وكأن التاريخ يعيد نفسه وإن إختلفت الحيثيات...
ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد تم إيقاف الأستاذ محمد الفهري شلبي الرئيس المدير العام الأسبق للتلفزيون بعد شكاية ثنائية المصدر (الممثل القانوني للتلفزة والمنتج محمد الحناشي) وفي خطوة غير مسبوقة تنادى طلبة الأستاذ شلبي ومن عرفه في المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين والإتصاليين ومن عمل معه في التلفزيون بدءا بأعوان كتابته وصولا إلى مسؤولين لم يكونوا على وفاق معه ولكنهم يشهدون بنزاهة الرجل وأمانته...
هب الجميع يوم الخميس الماضي في وقفة أحتجاجية أمانم وزارة العدل ...لم يطلبوا إعفاء الرجل من المساءلة ولم يهددوا بالتصعيد ولم يساوموا أحدا ،إكتفى أحبة سي محمد شلبي بالمطالبة بعدالة إنتقالية لا إنتقائية، لا تختزل كوارث التلفزيون في شخص واحد عيبه الأكبر أنه "زوالي ونظيف" لا ظهر له ولا شبكة علاقات تسنده وقت الضيق ...أي أن لقب الفهري الذي يميز كثيرا من أبناء دار شعبان الفهري لم يشفع لأستاذنا خلافا لخصمه وكيل "كاكتوس" الذي صرح بأنه "سيظل شوكة في حلقهم" وقد حمدنا الله أن ضمير الجمع الغائب "هم"لا يعنينا بأي وجه من الوجوه ...وإلا كنت حدثتكم عن زيارتي لطبيب متخصص في الأنف والحنجرة والأذنين لإقتلاع شوكة "الحق معاك"و"عندي ما نقلك" و"أحنا هكة" بشكل جذري وإستئصالها قطعا لدابر التلفزيون بنفسجي الهوى ....ولو كان بلبوس الجرأة المزيفة...
الجدل...صناعة تونسية بقلم :محمد بوغلاب
حفل الأسبوع الماضي بالجدل أهم مكاسب ثورة 14 جانفي التي سالت من أجلها دماء شباب تونس رجالا ونساء... فبسبب إعلان وزارة الثقافة عن إفتتاح لطفي بوشناق لليالي قرطاج( النسخة المعدلة من مهرجان قرطاج) إنقسمت الساحة الموسيقية إلى جبهتين، أولى يقودها سامي بن سعيد الذي تعد أغنية "الحومة العربي" للطيفة التونسية (العرفاوي) أكبر فتوحاته، تهدد الموسيقيين بالويل والثبور إن مدوا أياديهم إلى بوشناق، وجبهة ثانية تساند من غنى "للناس إلي تعاني" وللحقيقة ولتونس دون أن يلوثها بإسم رئيس بات ملاحقا من العدالة
وبالمناسبة ماذا ستفعل إذاعتنا بالأغاني التي أعدت لإحياء ذكرى السابع من نوفمبر المجيد والتحول المبارك طيلة عشرين عاما؟ هل سيكتب عليها بخط رديء "تمنع من البث بإذن من الإدارة العامة" كما فعلوا مع الأغاني التي تمجد المجاهد الأكبر الذي يريد البعض من الإنتهازيين تحويله إلى صنم بعد الثورة ، أو سيتم إعدامها وكأن شيئا لم يكن فلم يكتب شاعر ولم يلحن موسيقي ولم يغن مطرب أو مطربة ولم يعلق صحافي طمعا في إلتفاتة أو نيشان أو ميدالية قصديرية ...
ومادمت في رحاب الإذاعة فلا مناص من التعاطف مع الأستاذ المسعودي الذي سخرته الهيئة الوطنية للمحامين للدفاع عن الرئيس السابق فقد تلقى الرجل وهو في ضيافة الإذاعة الوطنية- التي أتخير مواعيد إستماعي إليها إمتثالا لتعليمات طبيبي بتجنب كل أسباب إرتفاع الضغط من دعاة الثورة وأنبيائها الجدد أو بقايا النغمة النوفمبرية العتيقة- سيلا من الإتهامات مجملها تقريعه وتأنيبه لقبوله الدفاع عن مجرم ومخلوع ... ولولا بعض التدخلات الرصينة التي هدأت الجو قليلا لشككت في سمعي ؟ فكيف لشعب ثار على الظلم أن ينادي اليوم بالتشفي والشماتة وإعادة إنتاج خطاب الديكتاتورية ؟
وخلال الأسبوع الماضي الذي أحمد الله على إنقضائه، حدث إنقلاب في "الوطن" الحزب الوليد برأسين، طار أحدهما (أحمد فريعة ) بالإستقالة طوعا أو كرها،أما الرأس الثاني فهو محمد جغام الذي يبدو أنه قليل الحظ في السياسة فالرجل لم يشفع له إنتماؤه إلى مسقط رأس "صانع التحول" إذ تم إقصاؤه من القصر ومن البلاد- سفيرا- ومن العمل السياسي تماما بعد أن طاله غضب حاكمة قرطاج ... وأخشى أن أكون تعاطفت مع هذا الرجل الذي لا أقدر على تذكره سوى كوزير ناجح للسياحة مسقطا من ذاكرتي أنه كان وزيرا للداخلية وأني حرمت من جواز سفري ولم تنفعني طيبته وهدوءه ونظافة يده ...
قلت إن محمد جغام قليل الحظ في السياسة فبمجرد أن إنفرد بكرسي الأمانة العامة للوطن حتى إنقلب عليه رهط من الهيئة التأسيسية للحزب ليجد الرجل نفسه عضوا منزوع الصلاحيات وكأن التاريخ يعيد نفسه وإن إختلفت الحيثيات...
ولأن المصائب لا تأتي فرادى فقد تم إيقاف الأستاذ محمد الفهري شلبي الرئيس المدير العام الأسبق للتلفزيون بعد شكاية ثنائية المصدر (الممثل القانوني للتلفزة والمنتج محمد الحناشي) وفي خطوة غير مسبوقة تنادى طلبة الأستاذ شلبي ومن عرفه في المركز الإفريقي لتدريب الصحافيين والإتصاليين ومن عمل معه في التلفزيون بدءا بأعوان كتابته وصولا إلى مسؤولين لم يكونوا على وفاق معه ولكنهم يشهدون بنزاهة الرجل وأمانته...
هب الجميع يوم الخميس الماضي في وقفة أحتجاجية أمانم وزارة العدل ...لم يطلبوا إعفاء الرجل من المساءلة ولم يهددوا بالتصعيد ولم يساوموا أحدا ،إكتفى أحبة سي محمد شلبي بالمطالبة بعدالة إنتقالية لا إنتقائية، لا تختزل كوارث التلفزيون في شخص واحد عيبه الأكبر أنه "زوالي ونظيف" لا ظهر له ولا شبكة علاقات تسنده وقت الضيق ...أي أن لقب الفهري الذي يميز كثيرا من أبناء دار شعبان الفهري لم يشفع لأستاذنا خلافا لخصمه وكيل "كاكتوس" الذي صرح بأنه "سيظل شوكة في حلقهم" وقد حمدنا الله أن ضمير الجمع الغائب "هم"لا يعنينا بأي وجه من الوجوه ...وإلا كنت حدثتكم عن زيارتي لطبيب متخصص في الأنف والحنجرة والأذنين لإقتلاع شوكة "الحق معاك"و"عندي ما نقلك" و"أحنا هكة" بشكل جذري وإستئصالها قطعا لدابر التلفزيون بنفسجي الهوى ....ولو كان بلبوس الجرأة المزيفة...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire