mardi 28 juin 2011

غزوة الأفريكار

شهدت قاعة سينما الأفريكار بشارع الحبيب بورقيبة على مسافة مائة متر من وزارة الداخلية حادثة هي الأولى من نوعها تتمثل في إقتحام  مجموعة من الشبان (جلهم في العشرينات من العمر) الملتحين للقاعة التي كانت إحتضنت يوم الأحد بداية من الخامسة مساء تظاهرة نظمها مجموعة" لم الشمل" تحت عنوان"نحي يدك على مبدعينا" تتضمن عرض شريط نادية الفاني المثير للجدل "Ni Allah ni Maitre "
...وتطورت الأحداث بشكل متسارع فقد فوجئ المدعوون إلى التظاهرة التي واكبها عدد من الفنانين ورجال الثقافة من أبرزهم نورالدين الورغي وعبد الغني بن طارة والمنصف الوهايبي والبشير الفاني وآمال الحمروني وخميس البحري ووليد الطايع والبحري بن يحمد ومنير بعزيز بتجمهر مجموعة من الشبان جلهم من الملتحين أمام القاعة يرفعون شعارات من بينها"الشعب مسلم ولا يستسلم، تونس دولة إسلامية " إضافة إلى الشعار النموذجي "ديقاج" ...وقد حافظ مدير القاعة الحبيب بلهادي على أبتسامته في إستقبال المدعوين ...وسرعان ما صعد المحتجون بتكسير الواجهة البلورية للقاعة والإعتداء بالغاز وباللكم على الحبيب بلهادي والصادق بن مهني المناضل اليساري في السبعينات (والد المدونة لينا بن مهني) ...وتمكن بعض هؤلاء الشبان من دخول القاعة وإحتلوا الركح فيما سيطر الهلع على الحاضرين الذين سارع بعضهم بالهروب من الباب الخلفي ولكن البعض الآخر طالب بالصمود في وجه المعتدين الذين رد أحدهم على من سأله من أنت ومن أي حزب بالقول" نحن من حزب الكتاب والسنة" وخاطب ثان الجمهور "أنصحكم بمغادرة القاعة وإلا فإنه ستقع مجزرة" فيما حاول ثالث إفتكاك آلة تصوير من إحدى الفتيات وإستل موسى من جيبه ...ومن ألطاف الله أن قوات الأمن(وحدة التدخل) حلت على عين المكان وتمكنت من إلقاء القبض على غزاة القاعة وتفريق تجمعهم أمامها ...وهو تدخل وإن جاء متأخرا فإنه كان محل إستحسان الحاضرين الذين صفقوا طويلا لأعوان وحدات التدخل ...

ولعل المفارقة أن التظاهرة التي تأخرت إنطلاقتها ساعة كاملة بعد هذا العدوان المفاجئ نظمت مساندة للفنانين الذين تعرضوا  للإعتداء البدني أو اللفظي خلال الفترة الماضية (النوري بوزيد  وعبد الغني بن طارة على سبيل المثال)  وكان جليا أن الجماعة المعتدية  كانت مستعدة تمام الإستعداد لتفريق تظاهرة "لم الشمل" وأنها كانت تتلقى تعليمات واضحة وتصاعدية إذ تسلل بعضهم إلى القاعة ضمن المدعوين في إنتظار اللحظة الحاسمة لطرد "الكفار"كما جاء على لسان أحدهم ...ويبدو أن غضبة المعتدين في الظاهر هي بسبب فيلم نادية الفاني الذي لم يعرض إلى اليوم في القاعات التجارية ولا يفهم هذا الموقف من الفيلم إلا بتأويل عنوانه" Ni Allah ni Maitre" مع العلم أن جينيريك الفيلم لا يتضمن أي إشارة إلى هذا العنوان  بل كان العنوان" لائكية ...إن شاء الله" ونستغرب هذا الموقف العدوني إزاء فيلم ممتع فنيا يقدم نظرة مخرجته(من أب تونسي مسلم وأم مسيحية) للصيام بإعتباره عبادة ذات بعد إجتماعي وطقوسي في مجتمع  تونسي متسامح ....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire