mardi 28 juin 2011

إلى رئيس الدولة المؤقت...

إلى رئيس الدولة (المؤقت) :
 أعيدوا الإعتبار لليوم الوطني للثقافة ...........
بقلم محمد بوغلاب
درج بن علي منذ سنوات حكمه الأولى على تنظيم يوم وطني للثقافة لم يعرف إستقرارا في تاريخه  فمرة في شهر ماي ومرة في أكتوبر ومرة في فيفري ...ولا أحد كان يمكنه الإحتجاج على هذا التردد والإرتباك في موعد هو الوحيد الذي يفترض أن يكرم فيه المثقفون والفنانون والإتصاليون ...

ولئن كنت لا أطمئن إلى التعميم فإن إسناد الجوائز وقبله تحديد قائمة المدعوين إلى قصر قرطاج لحضور خطاب سيادته ثم مغادرة المكان حتى دون شربة ماء كان يخضع لضوابط يشوبها الكثير من الريبة والغموض ...

من المؤكد أن عددا من المتوجين كانوا يستحقون جوائزهم ولكن كثيرين أيضا تمت مكافأتهم على خدماتهم المتميزة لتبييض وجه النظام والدفاع عنه في الداخل والخارج ...وآخرين لأنهم يلقون هوى لدى زوجة الرئيس وإبنة الرئيس ومستشار الرئيس وغيرهم ممن يضحكون العائلة في مناسباتها الخاصة ويغنون ويرقصون في أعراس العائلة وحفلات أعياد الميلاد وحتى الختان ...وقد دعيت شخصيا لمرة وحيدة إلى حضور اليوم الوطني للثقافة سنة 1999 ، وكنت أدرك أن  الراحلة عواطف حميدة التي كانت وقتها مديرة إذاعة الشباب هي التي إقترحت إسمي  ... وأذكر أني جلست يومها سعيا إلى إخفاء إرتباكي وقدماي تطآن قصر قرطاج لأول مرة إلى جانب الصحفيين الكبيرين جمال الكرماوي ومحمد محفوظ(رحمه الله) الذين لم يكونا محل رضى المتعهد الحصري للإعلام في عهد بن علي ... إلتفت إلي جمال الكرماوي مشاكسا" أنصحك بتغيير مكانك فهنا لن تصورك كاميرا التلفزة" ...

منذ تلك السنة التي نلت فيها وسام الإستحقاق الثقافي-الصنف الرابع- وتسلمته لاحقا من وزير الثقافة، لم أدع مطلقا إلى عيد الثقافة ....

وحتى أكون صادقا مع نفسي أقول بأني كنت أتألم أحيانا وأسخر أحيانا أخرى من الأسماء التي كانت تكرم كل سنة  فقد بات الولاء التام والتبعية العمياء لبن علي ورجال قصره وخاصة منهم الممسكون بدواليب الأمور شرطا أساسيا للإعتراف بجهدك وكفاءتك ... فوزعت الجوائز على الأحباب والأصحاب والمتزلفين من الإناث والذكور الذين كانوا يتبارون في عد محاسن صانع التغيير ورؤيته الثاقبة للإعلام وللثقافة التي هي "سند للتغيير" ولذلك منحت له الريشة الذهبية من جمعية الصحافيين التي كانت تضم آنذاك في مكتبها التنفيذي من باتوا اليوم عتاة المعارضين لبن علي وعهده ونسوا أمر الريشة ...

كنت في كثير من الأحيان ألاقي صديقي ظافر ناجي الذي لا يدعى هو الآخر لعيد الثقافة الذي يقتصر على خطاب جاف وتوزيع الأوسمة والجوائز ومغادرة القصر على وجه السرعة دون أن يتبادل رئيس الدولة مع ضيوفه الذين يفترض انهم صفوة القوم حتى كلمات المجاملة بل وتحرص كاميرات التلفزة على تصويرهم من خلف وهم يتسلمون جوائزهم من صاحب النعم ...وكنت أسأل ظافر "متى يدعوننا؟" فيجيب صاحبي" لننتظر التغيير القادم يا صاحبي" ...

واليوم سيدي رئيس الدولة وإن كنت مؤقتا ؟

هل قدر على رجال الثقافة والإعلام أن يكونوا يتامى في كل عهد؟

أليس من حق أساتذة أجلاء في الجامعة التونسية غادروا من الباب الصغير دون كلمة إعتراف بالجميل أن يكرموا في عيد حقيقي للثقافة ترسونه لمن سيأتي بعدكم؟ ألم يحن الوقت لتمنح جوائز الهادي العبيدي لمن إجتهد في عمله لا في التزلف وإرتداء البنفسجي من الثياب وترتيل عبارات الولاء في كل مناسبة ودونها؟ مكتوبا ومسموعا ومرئيا ...

سيدي رئيس الدولة وسأحتفظ بصفة المؤقت إقتصادا في الحبر  فلتكن البادرة منكم بإرساء تقليد تكريم المجتهدين في العائلة الثقافية و محاورة المثقفين   والإعلاميين  في قصر الشعب، قصر قرطاج والإستماع إليهم يتحدثون بصدق إلى من يرأس بلادهم لأول مرة بعد صمت دام طويلا ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire