lundi 27 juin 2011

اليوم وليس غدا ...
الحارس الأمين ...
بقلم :محمد بوغلاب
أذكر بشيء من الألم سقوط نظام حسين بعد إحتلال الأمريكان لعاصمة العباسيين وتستعيد ذاكرتي مشهد ذلك المجند الذي لا يعلم أحد من أي بلد هو جاء ليحرر العراق من حاكمه ومن تاريخه العربي الطويل وهو يلثم وجه صدام –الصنم- بالعلم الأمريكي  ...
ثم سقط الصنم في ساحة الفردوس ليتلوه سقوط صدام أسيرا حسب روايات متضاربة  لن نعرف لها مستقرا قريبا... ثم أعدم الرجل صباح يوم عيد ...فلم ينتبه إليه كثير من العروبيين لإنشغالهم بذبح "كبش العيد"على إيقاع أغنية محمد الجراري التي لا تمل إذاعاتنا من بثها كل سنة مرة ...

وبرحيل صدام حسين بدأت الشهادات تتهاطل من أناس لا شيء فيهم يخول لهم أن يكونوا  نجوم التلفزيونات والصحف المحلية والدولية  فهذا طباخ الرئيس وهذا حلاق الرئيس وهذا  بستاني الرئيس وهذا سائق الرئيس وهذا سكرتير الرئيس... إلى آخر القائمة، وبدت شهادات هؤلاء النكرات قبل موت سيدهم متناقضة حتى كأنهم لا يتحدثون عن الشخص ذاته ، وقد حفلت روايات هؤلاء الذين إنطلقت السنتهم في الوقت بدل الضائع بالتوابل الضرورية لأسطورة شرقية من قصور بغداد عاصمة الرشيد وحكايات ألف ليلة وليلة من رقص وغناء وليال ملاح رفقة الحسناوات مع التأكيد على الشقراوات ...
ويبدو أن القارئ العربي يتوق للفضائح والحكايات المثيرة حين تتعلق بغيره أما إن كان الأمر يخصه فيلوذ بالقول "أستر ما ستر ربي"... ولأننا "شعب واحد لا شعبين من مراكش إلى البحرين"كما يقول عتاة الوحدويين  وحتى لا يقول أحد إننا أقل شأنا من إخواننا في المشرق فقد بادر أحد الحراس الشخصيين –السابقين – لبن علي - أيام عزه ودلاله- بالحديث إلى الجماهير العريضة عبر الفايسبوك وفي القنوات التلفزيونية أياما قليلة بعد هروب الرئيس السابق(الذي يصر مدير مكتب الجزيرة بتونس زميلنا لطفي حجي على وصفه في كل مراسلة بأنه المخلوع دون كلل أو ملل ) مستعرضا كفاءاته الأمنية التي لا يشك فيها عاقل حتى أنه تم إختياره مرتزقا في شركة أمنية تعمل بالعراق المحتل ... تحدث الحارس  ولم يكن أمينا على أسرار مشغله ولم يلتزم بواجب التحفظ وبشهامة العربي الذي يؤمن بأن المجالس بالأمانات ، وقال إنه يضع نفسه على ذمة وزير الداخلية لكشف فدائيي بن علي ولم يفوت الفرصة ليطلب إسترجاع زوجته الأفغانية التي تعرف عليها في عاصمة الضباب لندن ...
ثم غاب الحارس الأمين ليفسح المجال لخادم متعدد الإختصاصات حتى أنه أصدر كتابا بقلم فرنسية تطوعت لكشف حقائق القصر أيام الزين وليلى خدمة للثورة وحماية لها وتحقيقا لأهدافها فكانت حكايات الزيت المقلي وأم البوية والعشيق السري لحاكمة قرطاج ....
وغفل الكتاب عن الإشارة إلى إهمال صاحب الحكايات لعياله حتى أن شرطة الحدود أوقفته في المطار وهو يتأهب لمغادرة تونس الثائرة ...
وفجأة عاد الحارس الشخصي المغامر من لندن إلى العراق ليتربع على الصفحات الأولى في عدد من الصحف و المواقع الإلكترونية داعيا الشعب التونسي إلى الزحف على قصر قرطاج متسلحا بستة آلاف متطوع ينتظرون إشارة من بنصره ( إصبعه الصغير لغير المتضلعين في تسمية الأصابع بالعربية القحة) ليحاربوا ذيول النظام البائد ويحموا الثورة من الركوب والإلتفاف ...
وأنا أكتب هذا المقال هتف إلي صديق ليعلمني بانه سمع من جار له نقلا عن خباز الحي أنه سمع منشطة – إنتبهت إلى الثورة بعد 14 جانفي- تعد جمهورها بحكايات مثيرة من داخل قصر قرطاج - من مصادر قال إنها موثوقة- إعلاء لصوت الشعب الذي لا يعلو صوت على صوته عدى كاشيات السادة المنشطين وساعاتهم الإضافية وعقودهم الشهرية المنتفخة  حماية للثورة من قاطع طريق جسور في شارع الحرية أو هضبة الهيلتون أو شطرانة أو رادس(من باب العدل الثوري بين القنوات العمومية والخاصة) ....

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire