mercredi 10 août 2011

المستشار أحمد مكي يتحدث عن محاكمة مبارك

المستشار أحمد مكي : نائب رئيس محكمة النقض السابق يتحدث لليوم
لا يحاكم  أحد الحكام العرب وإن حدث، فتلك من مهام التاريخ والله سبحانه تعالى في الآخرة، وفي الحالتين فإن من كان مثلي ومثلكم من أبناء الشعب الكادح لا يحق له أن يسائل مسؤولا ولو كان حاجبا في عمادة...فمسؤولونا يسألون(بفتح الياء) ولا يسألون(بضم الياء)...


لذلك كان مثول حسني مبارك آخر فراعنة مصر في العصر الحديث يوم الأربعاء الماضي أمام المحكمة المنعقدة بأكاديمية الشرطة مرفوقا بنجليه علاء وجمال بطلي واقعة أم درمان ضد الشعب الجزائري الشقيق وحبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق وعدد من القيادات الأمنية التي عصفت بها ثورة ميدان التحرير...
كان مثول مبارك أمام المحكمة حدثا إستثنائيا بكل المقاييس في العالم العربي  فحتى صدام حسين حوكم في ظل الإحتلال وكان واضحا ان الحكم صدر بشانه منذ البدء وإنتهى الأمر بإعدامه صبيحة يوم عيد الأضحى...
اليوم إتصلت بالمستشار أحمد مكي نائب رئيس محكمة النقض المصرية السابق  ورئيس لجنة دراسة وتعديل قانون السلطة القضائية صلب المجلس الأعلى للقضاء في مصر،...تفاصيل لقائنا في الورقة التالية:
   
كيف تقرأ محاكمة حسني مبارك؟
أنا أعتقد انها واقعة غير مسبوقة في تاريخ العالم العربي وربما في العالم كله ذلك انه لم يحدث ان واجه رئيس دولة سابق محكمة عادية مثل باقي افراد الشعب بإجراءات عادية ...إن ما يحدث مبعث فخر لمصر ولكل العرب وأعتقد ان مجرد مثول الرئيس السابق ومناداته بإسمه كمتهم وإجابته بغاية الإنضباط"أفندم" يؤكد أن القانون بات يسود مصر اليوم
وإني ابكي كلما تذكرت أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  قبل وفاته بأيام معدودات أخذ بيد علي بن أبي طالب واتبعه جماعة من الناس وتوجه إلى البقيع ، فقال للذي اتبعه : إنني قد امرت بالاستغفار لاهل البقيع ، فانطلقوا معه حتى وقف بين أظهرهم ، و قال : " السلام عليكم أهل القبور ، ليهنئكم ما أصبحتم فيه مما فيه الناس ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها " ثم استغفر لاهل البقيع طويلا ، وأقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال : " إن جبرئيل عليه السلام كان يعرض علي القرآن كل سنة مرة ، وقد عرضه علي العام مرتين ، ولا أراه إلا لحضور أجلي ثم قال : " يا علي إني خيرت بين خزائن الدنيا والخلود فيها أو الجنة ، فاخترت لقاء ربي والجنة ، فإذا أنا مت فاستر عورتي فانه لا يراها أحد إلا أكمه " ثم عاد إلى منزله فمكث ثلاثة أيام موعوكا ، ثم خرج إلى المسجد معصوب الرأس معتمدا على أمير المؤمنين عليهما السلام بيمنى يديه ، وعلى الفضل بن عباس باليد الاخرى ، حتى صعد المنبر فجلس عليه ثم قال : " معاشر الناس وقد حان مني خفوق من بين أظهركم ، فمن كان له عندي عدة فليأتني أعطه إياها ، ومن كان له علي دين فليخبرني به ، معاشر الناس ليس بين الله وبين أحد شئ يعطيه به خيرا ، أو يصرف عنه به شرا إلا العمل ، أيها الناس لا يدعي مدع ولا يتمنى متمن ، والذي بعثني بالحق نبيا لا ينجي إلا عمل مع رحمة ، ولو عصيت لهويت اللهم هل بلغت .
ماذا تعني هذه الحادثة؟إنها تعني أن الحاكم عليه ان يقدم لشعبه كشف حساب ويخضع للقانون مثل كل البشر فهل مبارك او بن علي أفضل من سيدنا محمد؟
في تونس لا أحد يدافع عن بن علي حتى من كانوا قريبين منه يستظلون بظله اما في مصر فمازالت أصوات ترتفع تدافع عن مبارك وتطالب بالعفو عنه فكيف تفسر الأمر؟
إنه أمر مثير للإنتباه وربما لو بقي بن علي بينكم (هنا علقت بالقول لا قدر الله) كان وجد من يدافع عنه وربما ما دفع مبارك إلى البقاء هو تاريخه كعسكري مقاتل ولا ننسى ان البعض من المصريين يتذكرون لمبارك انه بدأ عهده بالإفراج عن المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات ... ثم إن بن علي سيء بما لا يسمح بمقارنته ببورقيبة اما في مصر فإن لناصر والسادات إنجازات تجعل مما حققه مبارك ضئيلا ...
ومع ذلك يشهد للرجل بأنه أصر على البقاء والموت في بلده وكان صرح برغبته في أن يدفن في مصر في أحد خطبه الأخيرة قبل التنحي
-سعادة المستشار إلى أي موقف تميلون ؟ إلى محاكمة مبارك أو العفو عنه؟
لاشيء يغني عن المحاكمة حتى العفو، فالمحاكمة ضرورة قومية فمصر خلعت الوالي التركي لتعين محمد علي باشا (حكم مصر بين 1805و1848) الذي حقق النهضة لمصر ولكنه طغى وجعلها وراثية والملك فاروق كان يلقب بالملك الصالح ثم طغى وعبد الناصر قام بأعمال عظيمة ثم طغى والسادات أنجز حرب التحرير اكتوبر 1973 وإنتخابات 1976  ثم تجبر وإستبد، ومبارك حين تسلم الحكم سنة 1981 قال إنه سيحكم لولاية واحدة وإستقبل زعماء المعارضة ثم فسد فسادا لا سابق له ...
لكل ما تقدم فإن المحاكمة لازمة حتى نعرف لماذا نفسد كشعوب عربية حكامنا(كما تكونون يولى عليكم) ولو كنا نستحق من هو أفضل من  مبارك أو من بن علي لحكمنا من هو افضل منهما
المحاكمة مفيدة لنا وأنا بطبعي لا اميل إلى الإنتقام والتنكيل ...المحاكمة أهم من الحكم في نظري وهي فرصة لنحدد المسؤوليات من فعل ماذا؟
محاكمة مبارك هي محاكمة لنا ولتاريخ امتنا وفرصة للتعرف على تاريخنا المخفي ذلك أن الشعوب تفسد حكامها كما ان حكامنا يتبادلون الخبرات في إفساد بعضهم البعض ...
-هل تثقون في المجلس العسكري الحاكم؟
المجلس هو إختيار مبارك نفسه و لايوجد حاكم عربي أحمق ليعين مجلسا عسكريا متجانسا ... ولذلك فأنا واثق من ان المجلس غير راغب في الحكم كما انه لا يوجد داخله إتفاق على شخص دون غيره ...وكون المجلس إنتقالي يزيد من ثقتي في ان العسكر سيسلم السلطة إلى أياد مدنية نرجو ان تكون شريفة ونظيفة وعلى الشعب المصري والشعوب العربية ان تتعظ من محاكمة مبارك حتى لا تصنع فراعنة في المستقبل
 هل تطمح للعب دور سياسي في المستقبل؟
 أنا قاض والقضاة لا يصلحون للسياسة
-لماذا؟
إن القاضي هاجسه ما يجب أن يكون ،وهذا الخطاب لا يعجب الناس، اما السياسي فمن واجبه ان يساير الناس
-مقاطعا: يقول الأديب التونسي محمود المسعدي "سايرهم ولا تؤمن بهم"
(موافقا) وهو كذلك ...إن القاضي يفسد باشتغاله في السياسة ويذكر المصريون ان القاضي السنهوري(الرئيس الثاني لمجلس الدولة المصري، وأهم وأشهر فقهاء وعلماء القانون العرب، ويعد الأب التاريخي للعديد من التشريعات القانونية العربية ) كان سياسيا سيئا جدا حتى ان عبد الناصر ضربه بالقزمة(الحذاء)
-هل مازال لميدان التحرير دور أو أن المجال لا بد أن يفسح للقضاء وللعملية السياسية؟
لابد من مواصلة الشارع لضغطه دون فوضى وتعطيل لمصالح الناس... وأظن أن الطبقة السياسية في تونس أكثر حنكة من نظيرتها في مصر(هنا علقت على محاورنا :هذا من حسن ظنكم في رجال السياسة عندنا) ...إحنا عندنا حرب بين الليبراليين والإسلاميين موش عارفين إزاي نحلها؟
عندنا إسلاميين فاهمين الإسلام على أنو تعمل ذقن طولها ستة أمتار وسواك وجلابية، والإسلام ليس هذه الشكليات ، وفي الضفة المقابلة هناك من يريد ان يجعل من مصر فرنسا أو ألمانيا والأمر ليس كذلك ...
مصر قاعدتها إسلامية لكن عليها ان تعيش عصرها وأعتقد أن الرهان نفسه في تونس، وعلى فكرة الأنجليز هم أفضل من طبق الإسلام في مصر وإحترم تعاليمه ...
اما في ما يتعلق بميدان التحرير ففي الثورة عيال لو بطلت ثورة تروح تلعب ع القهوة ...
-        هل لديكم فكرة عن رجال السياسة في تونس؟
فكرة بسيطة من وسائل الإعلام... أعرف الغنوشي ومنصف المرزوقي
-ماذا تعرف عنهما؟
حديث الغنوشي حديث العقلاء أما منصف المرزوقي فأذكر دعوته إلى العصيان المدني ايام بن علي وتعرضه للضرب من طرف بعض المعتصمين في القصبة
-ماذا عن نجوم الشباك السياسي في مصر؟
القاعدة الشعبية لم تتبلور بعد...هناك بعض الإسلاميين العقلاء مثل الدكتور ابو الفتوح كما ان البرادعي صاحب مواقف واضحة وهو رجل مبادئ محترم أما عمرو موسى فمتهم بانه عايش نظام مبارك وبطولاته صوتية مثل الطبل الأجوف وهو من هذه الناحية وجه محسن لمبارك ...
-هل تتابعون محاكمة بن علي؟
نعم وأعتقد أن أثر المحاكمة الغيابية محدود فالعقاب سيكون نظريا غير قابل للتنفيذ
-في رأيك كيف تقبل دولة يحج إليها سائر المسلمين إيواء حاكم مستبد قتل شعبه؟
هي منهم ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire