dimanche 6 novembre 2011

سفير الولايات المتحدة بتونس يصرح


السّفير الأمريكي في تونس غوردن غراي في حوار صريح


خصّ السفير الأمريكي في بلادنا الزميل محمّد بوغلاّب بحوار تنفرد الصّريح بنشره ، والسيد غراي الذي يمثل بلاده في تونس منذ سنة 2009 خبير بالشؤون العربية فقد عمل في العراق مستشارا أول للسفير الأمريكي  في  بلاد الرافدين من شهر جوان ألفين و ثمانية إلى شهر ماي ألفين و تسعة... كما عمل السيد غراي في مصر نائبا لرئيس البعثة الديبلوماسية الأمريكية في القاهرة  فضلا عن تجربته في المغرب التي بدأ فيها مسيرته الديبلوماسية ...
استقبلنا السيد غراي في السفارة الأمريكية بتونس نهاية الأسبوع الماضي بحضور الملحق الصحافي للسفارة السيد جيسن كايل... تفاصيل لقائنا بالسفير الأمريكي في ما يلي:

 

-    سعادة السفير تسربت معلومات عن ويكيليكس مفادها وجود اتّصالات (سنة 2006) بين السّفارة الأمريكية وحمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة ومرشّحها لرئاسة الحكومة الانتقالية فهل يعني ذلك أنكم تدعمون السيد الجبالي؟
عملت السفارة الأمريكية على التواصل مع ممثلي المجتمع المدني والأحزاب السياسية جميعا فالنهضة إذن ليست الحزب الوحيد الذي كانت لنا معه محادثات وبعض الأحزاب التي كانت لنا معها علاقات نجحت في الانتخابات وأخرى لم تنجح وهذه هي الديمقراطية...
أهمّ شيء نودّ التّأكيد عليه أنّ الولايات المتحدة دعمت وتدعم مسارا للشعب التونسي هدفه تحقيق انتخابات حرة شفافة ونزيهة وهو ما لاحظناه في انتخابات 23 أكتوبر فنحن لم ندعم مترشّحين ولا أحزابا ولا قائمات بل كان التزامنا دعم مسار الانتقال الديمقراطي أما عن ترشيح السيد الجبالي لرئاسة الحكومة فأمر طبيعي باعتباره أمين عام الحزب الفائز في الانتخابات وهذا شيء بديهي في سائر الديمقراطيات في العالم...





-     صرّحتم أكثر من مرة وخاصة في البيان الذي أصدرتموه في الصحافة التونسية إثر انتخابات المجلس التأسيسي بأنكم أصدقاء لتونس، من موقع الصديق بماذا تنصحون حركة النهضة وما هي أولويات الحكومة القادمة؟

أنت تونسي وأنتم من انتخبتم ممثليكم في المجلس التأسيسي الذين لهم تجربة أكبر مني بكثير في هذا البلد...
لي الشرف بأن أكون ضيفا عليكم لكن نصيحتي، و لا أظنّ أحدا يختلف معي في ما سأقوله، هي أنّ التونسيين يريدون أكثر ديمقراطية والتطورات الّتي عرفناها منذ 14 جانفي إلى موعد الانتخابات في 23 أكتوبر تؤكّد أنّ تونس في الاتّجاه الصّحيح ومن المهم أن تواصل الحكومة القادمة الوفاء بهذا الالتزام الشعبي...
في نفس الوقت لا بدّ من الاستجابة لانتظارات التونسيين الاقتصادية فما يهم المواطن في النّهاية هو أن تتحسّن حياته الاقتصادية وهذا يصح على تونس وعلى كل بلاد العالم ففي الولايات المتحدة الأمريكية لو سألت الأمريكيين فستكتشف بأن لهم نفس التطلعات فهم يريدون نسب بطالة أقل وأكثر فرص عمل وتحسين أجورهم وأعتقد أن 217 نائبا الذين انتخبتموهم في 23 أكتوبر يدركون جيدا أن من أولويات المرحلة القادمة تحقيق الرخاء الاقتصادي للتونسيين...


-    رغم الترحيب الأمريكي بالانتقال الديمقراطي في تونس بدءا من الرئيس أوباما مرورا بكاتبة الدولة للخارجية هيلاري كلينتون وصولا إليكم فإن  فئات من التونسيين تتخوف من دعمكم للسلطة القادمة تماما مثلما دعمتم نظام بن علي طيلة عقدين؟
لا أشاطركم الرأي و لا أشاطر من يعتقد أننا دعمنا نظام بن علي فقد عبرت الولايات المتحدة عن نقدها لموقف النظام السابق من غزو الكويت بمساندة صدام حسين كما أبدينا موقفنا من معالجة ملف حقوق الإنسان وبياناتنا في هذا الصّدد كانت واضحة ويمكنكم العودة إليها على شبكة الأنترنات والحقيقة أن مستوى دعمنا للنظام السابق كان في درجاته الدنيا  وقد أتاحت لنا ثورة 14 جانفي  فرصة إرساء تعاون وثيق مع الحكومة التونسية الانتقالية و لذلك رأينا ارتفاعا ملحوظا في مستوى الدعم  في مختلف المجالات وأتمنى أن يستمر هذا النسق لتعزيز فرص التعاون والشراكة بين بلدينا...
-    من المعلوم أن الزعيم بورقيبة كان أول رئيس استقبله الرئيس كيندي في البيت الأبيض فهل من الوارد أن يزور الرئيس أوباما تونس ومنطقة المغرب العربي عموما التي ظلت منسية – نسبيا- في السياسات الأمريكية؟
(يضحك) هل أنت متخوف من زيارة الرئيس أوباما أو تتمنى زيارته لبلادكم؟
إن البيت الأبيض هو الذي يعلن عن برنامج الرئيس أوباما وليس من صلاحياتي أن أتحدث في هذا الموضوع ولكني أعتقد أن جدول التزامات الرئيس خلال السنة القادمة  لا يسمح بهذه الزيارة  ولكن بعد الانتخابات يظل كل شيء واردا، لكن لا تنسوا أن السيدة كلينتون زارت تونس بعد ثورة 14 جانفي، و خلال الأسابيع القادمة سيحل ببلادكم عدد من المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى...
-    هل لديكم مخاوف من انتشار الأسلحة نتيجة الوضع الذي عاشته ليبيا في الفترة الماضية؟
لا شك أن انتشار الأسلحة في ليبيا يمثل مصدر قلق لدينا، وهي مسألة نعمل على مواجهتها ولدينا تجربة في هذا المجال في أفغانستان بعد مغادرة قوات الإتحاد السوفياتي،  والأكيد أننا نعمل على تجاوز هذه المخاطر بالتنسيق مع دول الجوار ومن بينها تونس...
-    يشعر قطاع واسع من التونسيين بخيبة أمل من الموقف الأمريكي من طلب السلطة الفلسطينية العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بعد أن كانت الآمال معقودة على الرئيس أوباما لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط؟

أعتقد أن الرئيس أوباما يحاول إنهاء هذه المشكلة منذ  الأيام الأولى لحكمه، وما قلته صحيح في كون  التونسيين يشعرون بخيبة أمل لعدم حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي و أعتقد أن الرئيس أوباما هو أول من يشاطركم الرأي والشعور بخيبة الأمل فموقفه وموقف الولايات المتحدة واضح وثابت وهو تركيز الجهود للوصول إلى حل ينهي الصراع بإقامة دولة فلسطينية تعيش بأمان وسلام مع إسرائيل وسنعمل جاهدا على تحقيق هذا الهدف في القريب العاجل...
-    ما موقفكم من مبادرة الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا خاصة بعد سحب السفير الأمريكي من دمشق لأسباب قلتم إنها أمنية ؟
أنا سعيد لأنك وضحت في سؤالك أن سحب السفير الأمريكي كان لأسباب أمنية  والسفير "فورد" صديق شخصي وقد قام بعمل كبير للتواصل مع مختلف شرائح المجتمع السوري، ونحن نتمنى أن تنجح جهود الجامعة العربية ومساعي اللجنة الوزارية التي زارت دمشق مؤخّرا، ولكنّ الثّابت أنّ الرّبيع العربي كشف أنه لا يمكن لأي حكومة أن تحارب شعبها وتحكمه بالحديد والنار فهذا سلوك غير ديمقراطي، و لا أحد يمكنه قبول هذه الممارسات التي تفقد من يقوم بها شرعية الحكم...
-    من المؤكد أنكم تتابعون المشهد الإعلامي في تونس فكيف تقيمون الإعلام التونسي بعد الثورة ؟
بصراحة، أنتم مؤهلون أكثر مني لتقييم الإعلام التونسي ولكني أعتقد أن وسائل الإعلام التونسية أصبح لديها حرية أكبر بكثير من تلك التي كانت قبل 14 جانفي، وما يجب التركيز عليه في هذه المرحلة هو ملف التدريب لدعم حرفية الصحفيين  وقد كنا جزءا من برنامج تكوين  الإعلاميين  في تغطية الانتخابات لأن الصحافيين  التونسيين لم تكن لهم تجربة في هذا المجال وأعتقد أن الإعلام التونسي في الاتّجاه الصحيح...
    

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire