lundi 26 décembre 2011

الطيب البكوش يتحدث عن أيامه في وزارة التربية



الدكتور الطيب البكوش
وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال

تمنيت أيام كنت طالبا في الآداب أن أدرس على الأستاذ الطيب البكوش، ولكن لم يتحقق لي سوى أن قرأت بعض ما كتب في اللسانيات والصرف العربي وعلم الأصوات، وحين أصبح وزيرا خططت لمحاورته ولم يتحقق لي ذلك إلا وهو يتأهب لمغادرة الوزارة....
وأنا أغادر مكتبه بعد أكثر من ساعة من الحوار بحضور مدير الاتصال بوزارة التربية الأستاذ خالد الشابي لفت نظري أن الآنسة التي قامت بتوثيق حوارنا بالفيديو كانت فتاة متحجبة، وودت لو سألت وقتها سي الطيب عن الحجاب كما فعلت بشأن النقاب ولكني إكتفيت بإجابة الواقع ...
سألت الطيب البكوش الوزير والنقابي والمثقف والمواطن ورجل السياسة دون أن أشعر لحظة بأنه انزعج من سؤال أو حاول الضغط علي ليأخذ الحوار إلى اتجاه بعينه ...كما أن مدير الاتصال بالوزارة لم يتطوع لنصحي وإرشادي وتحذيري من غضب محتمل للسيد الوزير ...
والطيب البكوش من مواليد منتصف الأربعينات في مدينة جمّال (ولاية المنستير) حائز على الدكتورا من جامعة السوربون ، تولى الكتابة العامة لنقابة التعليم العالي في السبعينات وصعد إلى دفة قيادة الإتحاد العام التونسي للشغل في مرحلة حاسمة من تاريخ تونس(1981-1984) ، نشط في صلب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان خلال التسعينات وترأس المعهد العربي لحقوق الإنسان من سنة 1998 حتى تعيينه وزيرا للتربية في 17 جانفي 2011
حوارنا مع الطيب البكوش الذي أعفاني طيلة الحوار من عبارة ثقيلة على لساني هي "السيد الوزير "فاكتفيت بـ"سي الطيب"، في ما يلي أهم ما ورد في حوارنا...


*وأنا في قاعة الانتظار قمت بعد صور الوزراء السابقين فوجدت أن عددهم يناهز 25 فهل يؤشر هذا العدد على سنة التداول أو هو دليل ارتباك في المنظومة التربوية منذ الاستقلال؟
ما يقارب السنتين أو السنتين ونصف كمعدل يمكن أن يفسر بوجود شيء من الإرتباك ولكن يوجد من الوزراء من بقي عشر سنوات مثل  محمود المسعدي ومحمد الشرفي وغيره بقي خمس سنوات، وفي في الغالب الذين بقوا مدة طويلة كان لهم مشروع تبنته الدولة أو طلب منهم تنفيذ مشروع
*هل تحمل مشروعا أو طلب منك تنفيذ مشروع؟
لم يطلب مني شيء ومشروعي لا يمكن أن أنفذه في فترة إنتقالية تعد بالأشهر لذلك لا يمكن الحديث عن مشروع بصدد الإنجاز .
*هل عرض عليك الإستمرار في منصبك في الحكومة القادمة؟
لا أستطيع أن أقول إنه طلب مني ذلك ولكن وقع حديث مع بعض الذين سيكونون في أعلى المناصب في المرحلة القادمة( من النهضة ) لكن بصفة عامة  لا أنتظر أن يطلب مني ذلك
*لو يطلب منك ذلك؟
لا أعتقد انه سيطلب مني لأن موقفي معروف من الجميع فأنا قبلت هذه الوزارة استثنائيا
*ماالذي ستتركه من إنجازات في وزارة التربية؟
بالنسبة إلي قبلت هذه الوزارة لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية هي إنجاح السنة الدراسية وإنجاح الامتحانات الوطنية وخاصة الباكالوريا وثالثا رفع المظالم بالإضافة إلى ما هو أعم من وزارة التربية وهو المساهمة في تحقيق أهداف الثورة .
والناس قادرون على التقييم فالسنة الدراسية تم إنقاذها بعد أن كان شبه ميؤوس منها  بفضل جميع العاملين في الوزارة وطنيا وجهويا وتفاعل الأطراف الاجتماعية وتحمس المجتمع المدني وبفضل تعاون الجيش والأمن فالجميع ساهم في إنجاح السنة الدراسية لكن الدور الرئيسي في التنظيم يبقى للعاملين في وزارة التربية
*أشرت إلى الأطراف الإجتماعية، هل شفع لك تاريخك النقابي مع نقابات التعليم المتعددة لتهدئة الأجواء؟
لا أعتقد انه يمكن استخدام عبارة شفع، بالعكس بعض نقابات التعليم كانت رافضة للحكومة الانتقالية بأكملها وأنا كنت مرفوضا كجزء من هذه الحكومة واعتقد أنهم تفطنوا إلى أن هذا الموقف سلبي فبعد أن وقع الإعلان عن إضراب عام لا نهائي في قطاع التعليم - وهو إضراب سياسي غير مطلبي-   تم التراجع عنه بعد يومين.
 بعد ذلك دخلنا في علاقة تفاوض هنا أفادتني تجربتي التفاوضية فبعض المطالب كنت أؤيدها حين كنت أمينا عاما للإتحاد العام التونسي للشغل في مطلع الثمانينات  فمن الطبيعي أن أساعد في تحقيق ما كنت أطالب به وأتبناه
*يرى البعض أنك ورطت الوزارة في إتفاقيات بالمليارات مع النقابات؟
أولا بالنسبة إلى وزارة التربية أي إنجاز وأي مطلب مهما كان نوعه انعكاساته المالية بالمليارات  لأن  40 بالمائة من الوظيفة العمومية موجودون في وزارة التربية ، وأعني 200 ألف موظفا بكل الأسلاك ومليوني تلميذ وما يقتضيه ذلك من كلفة، ثم هل أجور العاملين في قطاع التربية رفيعة جدا حتى لا نستجيب لمطالبهم النقابية المشروعة  ؟ كيف السبيل إلى منظومة تربوية سليمة إن كان الإطار التربوي لا يتوفر على الشروط المعقولة  للعيش الكريم؟ ماهو الهدف من العملية التربوية إن لم يكن للمربين مكانة اجتماعية محترمة؟ ولا يكون هذا إلا بدخل محترم مع الإشارة إلى أننا لم نقبل عددا من المطالب التي تقدمت بها النقابات.
*يشعر البعض بشيء من الإحباط فقد كانت الإنتظارات من تعيينكم وزيرا للتربية كبيرة لرفع المظالم(بعض المديرين تم رفتهم لأنهم رفضوا تطبيق المنشور 108 الذي يمنع الزي الطائفي)  والقطع مع ظواهر نقص الإطار التربوي وتدريس تلاميذ في الهواء الطلق(مدرسة الأمل بالوردانين من ولاية المنستير) ؟
الإنتظارات كبيرة هذا صحيح، لكن لنأخذ هذه الأمثلة كل مظلمة بلغتنا قد تم رفعها وقد بلغ العدد ألفي مظلمة ولا اعرف واحدة لم يتم رفعها وهذا العدد لم يكن متوقعا وإنعكاساته المالية لم تكن مبرمجة في الميزانية وتكاد تكون خيالية والحكومة مشكورة كانت متفهمة لطبيعة المرحلة فضاعفنا الانتدابات المبرمجة في جميع الأسلاك دون استثناء وحتى ما برمج لسنة 2012 هو أيضا يكاد يقارب ما تحقق سنة 2011
النقائص من اين تأتي؟  النقص الملحوظ في بعض المؤسسات راجع إلى أننا لبينا أقصى ما يمكن من مطالب النقل فالنسبة التي بلغناها هذه السنة لم يسبق له مثيل  لأنك إن أردت أن تنقل شخصا من مكان إلى مكان لا بد أن تجد له مكانا شاغرا وتجد معوضا له ومع ذلك بذلنا أقصى ما يمكن من الجهد ومطالب النقل ليست حكرا على الإطار التربوي بل تهم كل ما يأتينا من الأمن الذي وقعت فيه نقل كبيرة فرجل الأمن الذي تتم نقلته و تكون زوجته زوجته في التعليم لابد أن تنتقل معه إلى مقر عمله الجديد وقد بلغت مطالب النقل عشرات الآلاف وما تمت تلبيته بالآلاف أيضا حتى لا أقول بعشرات الآلاف
جانب آخر لا يمكن إهماله هو الأضرار بسبب الفوضى بعد 14 جانفي فقد تم حرق ونهب كثير من المدارس والمعاهد وقيمة الخسائر تجاوزت 18 مليارا وهذا عمل جبار ...الميزانية المرصودة للتعهد لسنة 2011 تبلغ  70مليارا أنجز منها نسبة 85 بالمائة ومن الطبيعي مع الفيضانات أن تطرأ  بعض النقائص التي تتطلب وقتا لإصلاحها .
نحن نحاول أن نلبي طلبات النقل وتقريب الأزواج ونرمم ونحسن الأوضاع بعشرات المليارات وهذا واجبنا لا مزية فيه لأحد على الشعب التونسي ولكن بعض المؤسسات بعد أن رممت وأثثت تم نهبها من جديد فالنقائص ليست بسبب تقاعس من الوزارة ولكن الإصلاح عكس الهدم يتطلب وقتا
*هل أنت متأكد أنه تم القطع مع التدخلات؟
تم القطع تماما مع ممارسات  الرشوة والفساد... بعض الناس تعودوا تدخل الإتحاد العام التونسي للشغل من الطبيعي أن تأتيني مطالب من الإتحاد  ندرسها وننظر في الأولويات لأنه يستحيل الاستجابة للكل... هذا مستحيل
*ماهو حجم الفساد الذي وجدته في وزارة التربية؟
ليس بحجم الحديث الذي روج عنه أو يتصوره البعض
*يرى البعض انك لم تكن حاسما وحميت بعض المحسوبين على التجمع حتى داخل الوزارة نفسها؟
أعتبر هذا الكلام  شعارا فيه الكثير من الأراجيف والأقاويل... مثلا من جملة ما بلغني أني عينت كاتب عام لجنة تنسيق على رأس مؤسسة هامة وهذا غير موجود إطلاقا ومن يوجدون لا يوجد من بينهم كاتب عام لجنة تنسيق باستثناء شخص واحد عين ليوم يتيم كاتب عام لجنة تنسيق ولم يباشر قبل هروب الرئيس السابق فهل نعتبره كاتب عام لجنة تنسيق؟
ثم أنا ضد ما يعبر عنه بـ la chasse au sorcière
فهل كل من تحمل مسؤولية في العهد السابق كان فاسدا؟ في إعتقادي  يجب النظر في الملفات وكل ما بلغني من شكايات أو وشايات نظرت فيها وتثبت منها ووجدت الكثير منها مجرد أكاذيب وأنا أتابع ما يكتب في الصحافة...بعض الناس يرفعون هذا الشعار يظنون انه يجب أن ترمي في الشارع كل من عمل في النظام السابق ...
*قالوا لك في الوزارة "نظف يا سي الطيب"؟
وأنا معهم لكن من يريد أن ينظف عليه أن يقدم دليلا على الإتساخ وإلا وقعنا في مظالم جديدة  قدم لي شيئا دقيقا ...أما الكنس لا معنى له
*ألست مع الكنس؟
أنا مع كنس الأوساخ لا كنس الرجال والنساء حتى من اخطأ يمكن ان يتوب فلماذا هذا اليأس من البشر؟ أعطيك مثالا مدير عام يعين بأمر رئاسي وهذا لا يمكن أن تقيله إلا بقرار مجلس تأديب... لا يتعلق الأمر إذن بقرار ومن الوزير حتى يقال إنه ثوري وينظف
*بعض زملائك  في الحكومة نظفوا بهذه الطريقة؟
ماذا يعني ذلك؟ أن ندفع مسؤولا إلى البقاء في البيت وتقاضي جراية  أليس هدرا للمال العام وشكلا من أشكال الفساد؟ أنا أفضل أن أكلفه بعمل وأراقبه وأحاسبه ...
توجد حالات اتخذت فيها قرارات إقالة بعد مجالس تأديب شملت مديرين في مؤسسات تابعة للوزارة نتيجة ملفات ثبت فيها فساد حقيقي وبعض هؤلاء كانوا يدفعون أتباعهم ليقولوا ديقاج لأناس لا غبار عليهم أشداء في الحق ولي أمثلة في ذلك والبعض استهدف نساء لأنهن نساء
* وصف كاتب عام نقابة التعليم الأساسي توصيات لجنة إصلاح المنظومة التربوية بأنها مستعجلة مستغربا تخصيص أسابيع معدودة للخروج بتصورات إصلاحية لمنظومة نخرها الخراب.فما هو تعليقك؟
أحيانا أقرأ ما ينسب لبعض النقابيين وحين نستفسرهم يتبرؤون من هذه التصريحات ...نحن دعونا النقابات للحضور في الاجتماع الذي قدمنا فيه أعمال اللجنة  وما أعلناه ليس إصلاحا وليست قرارات بل هي بداية تفكير  في  الإصلاح .
 بدأنا منذ أشهر في المجالات التي تحتاج إلى مراجعات وتجربة الأشهر الماضية جعلتنا نعاين نقاط الضعف فحددنا ماهي المجالات التي تحتاج إلى تفكير ومراجعة و إستشارة شعبية وطلبت من المسؤولين في مختلف القطاعات  أن ينطلقوا مما لديهم من تقارير ودراسات سابقة لتطويرها فنحن لا ندعي أننا سنخترع العجلة من جديد ، أنا ضد الفسخ وكأن شيئا لم يكن ،لست مع هذا المنطق
*رئيس الدولة المنتظر يدعو إلى القطع تماما مع الماضي؟
هذا خطأ، إذا كان قد قال هذا فأنا لا أوافقه ، أنا مع القطع في المظالم والفساد لكن الدولة متواصلة منذ ثلاثة آلاف سنة ورجل الدولة ينبغي ان يكون حريصا على  تواصل الدولة والبناء على ما وقع إنجازه
هناك قوانين نعمل بها منذ عهد البايات إلى اليوم متى،فمتى وقع القطع مع الماضي في تاريخ ثلاثة آلاف سنة من الدولة التونسية؟ ما معنى القطع؟ القطع النهائي يكون في الفساد والمظالم
بدأ التفكير منذ أشهر  أما اللجان فتكونت في أكتوبر وإعتمدت ما هو موجود وعدلته بما أملته تجربتنا والظروف الجديدة وتلبية لمطالب الثورة وما قمنا به في طرق الانتداب ليس القاعدة، الكاباس في حد ذاته قاعدة حسنة ما أفسدها هو الفساد  بأن أصبحت محل رشوة ومحسوبية،و أن يعلن عن نصف عدد المنتدبين  ويعين النصف الآخر بطرق  غير قانونية .
و أخذنا بعين الإعتبار وضع خريجين عاطلين عن العمل منذ عشر سنوات أو أكثر ولكن في إعتقادي  القاعدة المثلى في الإنتداب أمام كثرة المترشحين ومحدودية البقاع تحتم الإختيار وفق مقاييس علمية وموضوعية مع أخذ الجانب الإنساني بعين الاعتبار .
بدأت اللجان تشتغل في أكتوبر وقدمت نتائج أولية للتفكير لتعرض على المناقشة، نحن لم نلغ أي شيء  خلافا لما رددته بعض وسائل الإعلام  هي أفكار  وضعناها على موقع واب الوزارة للتفاعل وهي استشارة شعبية لتجميع مختلف الآراء للمربين والأولياء والتلاميذ ولا  أرى في هذا التمشي أي  إرتجال
*لماذا أعلنتم عن هذه التوصيات بعد استقالة الحكومة؟
انتهت أشغال اللجان فأعلنا التوصيات ولم يكن مبرمجا استقالة الحكومة،هي  مجرد صدفة وتصريف الأعمال لا يعني النوم بل يعني مواصلة العمل ...كان يمكن أن تصدر التوصيات بعد تشكيل الحكومة الجديدة ما قمنا به هو عمل تربوي إصلاحي لا يتضمن أي رسالة سياسية
*هل تخشى من وزير تربية نهضوي؟
أنا لا أخشى من أحد
*سؤالي عن وزير من النهضة في وزارة التربية؟
وإن يكن؟ الوزير لا يتخذ القرار بمفرده بل يعمل مع عشرات الآلاف في وزارة التربية ومن واجبه أن يتشاور مع المعنيين بالعملية التربوية ولا يوجد أي وزير يحترم نفسه يأخذ القرارات بشكل منفرد من فوق بصفة اعتباطية لذلك لا أرى ما يدعو إلى الخوف
*كجامعي ما رأيك في ما حدث في كلية الآداب بمنوبة؟
في الحقيقة هناك مشكل مصطلحات... هي مصطلحات كثيرة النقاب والحجاب والبرقع واللثام  واختلطت الدلالات وتبدلت، الذي يهمني في هذه القضية  مسألة بسيطة أنا أرفض أن أرى في الشارع شخصا لا وجه له غير معروف الهوية ومن باب أولى وأحرى في المؤسسة التربوية فكل من يضع قدميه في المؤسسة التربوية لا بد أن يكون له هوية واضحة
 و لاهوية إلا بالوجه  وهذا اللباس(النقاب) لا علاقة بالإسلام  لا من قريب و لا من بعيد... لا أريد الدخول في هذا الجدل فالقضية لا هي دينية ولا هي سياسية هي قضية أخلاقية وأمنية ...
ما حدث في كلية منوبة مؤسف جدا وماكان يجب أن يترك المجال لذلك منذ البداية
*عملت مع محمد الغنوشي ومع الباجي قايد السبسي فماذا تقول عن الرجلين؟
لا أحب المقارنة بين الأشخاص لأن لكل فرد شخصيته وخصائصه وطباعه والمقارنات لا تستقيم
*قيل كلام كثير عن دور لك في الإعلام العمومي بعد ثورة 14 جانفي ؟هل بلغك هذا الكلام؟
لا لم أسمع به ربما كان مجرد حديث كواليس
*هناك حديث عن قرابة مع الحبيب بلعيد رئيس مدير عام الإذاعة التونسية؟
(يبدي استغرابه) ليس لي قرابة بالحبيب بلعيد ولا توجد مصاهرة مباشرة بيننا ، وإن وجدت فهي بعيدة جدا جدا ...والده كان معلمي ومدير المدرسة التي درست فيها ...
*ألم تتدخل مطلقا في الإذاعة أو التلفزيون؟
ما معنى التدخل؟ حين كنت ناطقا باسم مجلس الوزراء وكنت ألاحظ صنصرة بيان المجلس كنت أستفسر عن ذلك
*هل حدث هذا مع التلفزة العمومية؟
نعم حدث هذا ولا يكاد يوجد بيان بث كاملا فكيف لا أستفسر عن الأسباب؟ من الطبيعي ان افعل ذلك خاصة أني  بعض الأحيان ألاحظ ان فئة من العاملين - ولا اسمي أحدا-   في التلفزة التي كانت قناة 7 تقوم بعمل  استطيع وصفه بأن فيه تعتيما على عملنا أو تشويها لمواقف الحكومة الانتقالية
*هل هو عفوي أو مقصود؟
حين يتكرر يصبح فعلا مقصودا
*هل تكرر؟
نعم
*من يتحمل المسؤولية؟
لا أحد بعينه... مؤسسة كاملة تتحمل المسؤولية وثق أني كنت أكثر الوزراء صنصرة في التلفزة العمومية وأعطيك آخر مثال الندوة الصحافية التي نظمناها مؤخرا لعرض التوصيات لإصلاح المنظومة التربوية...  أنظر ما ذا بث منها؟ الوزير غير موجود وكاتب الدولة غير موجود ورئيس الديوان غير موجود  وكل هؤلاء تحدثوا في الندوة وحتى التصريح الذي أدليت به للتلفزة بعد انتهاء الندوة الصحافية بطلب منها لم يبث فكأني غير موجود إطلاقا هل تريد أكثر من هذا؟
*هل ستمكث بالبيت بعد مغادرتك الوزارة؟
أي بيت؟
*قصدت التفرغ لحياتك العائلية؟
أنا متفرغ لعائلتي جزئيا مثل كل شخص أعطيها ما تستحق و لا تقتضي أن انتظر مغادرة الوزارة
*هل ستغادر الحياة السياسية؟
علينا ان نتفق عل معنى الحياة السياسية هنا... الحياة السياسية نوعان حزبية ومواطنية وهي الاهتمام بالشأن العام بجميع الأشكال بالقول والقلم والجمعيات وغيرها، الإنسحاب من الحياة السياسية بهذا المفهوم  أمر لا معنى له إذ لا يمكن للإنسان أن يعطل مساهمته في الحياة العامة والفعل في الشأن العام أما الخروج من الحياة السياسية بمعنى الحزبية فأنا لم أدخلها حتى أخرج منها
*هل ستؤسس حزبا؟
لا أنا بحياتي لم أنتم إلى أي حزب
*هل ستعود إلى إتحاد الشغل؟
من ردد هذا أعتبر فعله من باب الصبيانيات
*لو أسس الباجي قايد السبسي هل ستكون معه؟
أولا قراراتي الشخصية لا علاقة لها بقرارات غيري، ثانيا هذا لا يمنع التشاور مع سي الباجي أو غيره حول ما يهم البلاد ومصلحتها لكن الأستاذ الباجي قايد السبسي لم يعلن انه سيبعث حزبا ... أنا لا افترض شيئا في الخيال حين يحدث شيء نتناقش فيه
*هل ستكون في المعارضة والنهضة في الحكم؟.
المعارضة مسألة حزبية
*أنا أسأل عن موقفك من النهضة في الحكم
موقفي من اي طرف في الحكم أن اقول للمحسن أحسنت وللمسيء اسأت ليس لي اي موقف مسبق من اي كان
*ينعقد مؤتمر الإتحاد العام التونسي للشغل وسينسحب عبد السلام جراد  وجل فريقه فكيف ترى مستقبل الاتحاد  في ظل تعددية نقابية غير مسبوقة في تونس؟
الفصل 10الذي سيطبق هذه المرة  ناديت به منذ ثلاثين عاما واقترحت عندما توليت الأمانة العامة للإتحاد  ان لا يبقى اي مسؤول  بدءا من رئيس الدولة إلى المسؤول النقابي أكثر من دورتين متتاليتين  وجددت موقفي سنة 2004 بعد تنقيح بن علي للدستور في مجلة  Jeune Afrique قلت إن رئيس الدولة كما رئيس الحزب لا ينبغي ان يتجاوز عشر سنوات
*حتى لو كان الغنوشي؟ أقصد راشد االغنوشي
أيا كان ، والشيء ذاته بالنسبة إلى أمين عام الإتحاد او أي منظمة كبرى ناديت بأن لا يتجاوز الدورتين ...ومن يشعر بقدرته على الإفادة يمكنه أن ينشط افكارا ودراسات ويمكنه إن كان في الأربعين العودة لاحقا من خلال الإنتخابات
*كيف ترى مستقبل الإتحاد؟
الإتحاد له تاريخه ورمزيته  وله وزنه في البلاد، مستقبله واضح هو ليس مهددا بالتعددية.
عادة التعددية النقابية ناتجة عن تعدد أحزاب،ولكن  في تونس بعد الاستقلال كانت التعددية مفتعلة من طرف السلطة لتقسيم الإتحاد وإضعافه  أما ما يحدث  الآن فناتج عن مشاكل  داخلية في صلب الحركة النقابية   التشريعات تتيح التعددية النقابية وكذلك الاتفاقيات الدولية  مع حرية التنظم النقابي ولا يمكن ان تعارض ما هو متاح وفق القانون ولكن الأفضل هو الوحدة النقابية ولكن الوحدة لها شروطها وهي أساسا ان تكون المنظمة ديمقراطية باتم معنى الكلمة دون إقصاء  ودون اي وصاية على الناس وان يكون التنظيم مختلفا عما هو موجود الآن من مركزية مفرطة. إذا كانت المنظمة ديمقراطية وكذلك الأحزاب قلا يخشى عليها من التصدع ، ديمقراطية تتيح إمكانات التعبير المختلفة فالوحدة أفضل وهي الضامن للوحدة
*هل فاجأتك عودة إسماعيل السحباني إلى الساحة النقابية؟
لا لم تفاجئني كنت تبلغني أصداء إعتزامه  العودة، كنت أفضل ان لا يعود خاصة بالنسبة إلى ما حف بمحاكمته
*الرجل يقول إنه تعرض لمظلمة وحان وقت إنصافه؟
الملفات الموجودة في الإتحاد التي قدمت للعدالة لا مظلمة فيها لماذا لم يقدم قضية ضد الذين ظلموه؟
*كيف تم إقصاؤك من الأمانة العامة للإتحاد؟
لا لم يتم إقصائي غادرت بكامل إرادتي
*دفعت دفعا إلى ذلك؟
لا، طلب رأيي لحل الأزمة النقابية ولكن البعض من النقابيين  إختار بالإتفاق مع السلطة حلا مغايرا لم أكن موافقا عليه
*هل كان بينهم الحبيب عاشور؟
نعم ،إتخذت موقفا علنيا ورفضت المشاركة في حل رغم أنه طلب مني ان اكون في لجنة تجديد النقابات فرفضت الانخراط في الحل بتلك الطريقة
*هل صحيح انك كنت الحلقة الأضعف في الإتحاد لأنك لم تكن لا من قرقنة ولا من قفصة؟
أنا لا أومن بالجهويات ولا أحب هذا الطرح
*أنا لا أتحدث عن جهويات وإنما عن تحالفات نقابية معروفة وتوازنات؟
انا لا اعتقد ان هذا هو واقع الإتحاد، قفصة قدمت أمينا عاما واحدا هو أحمد التليلي ... أحمد بن صالح كان من المكنين انا ايضا من الساحل وثلاثة من قرقنة وامين عام من بنزرت ...انا زرت حميع الجهات في السبعينات والثمانينات وكنت اشعر باني في وطني ...والترحاب الذي وجدته في الحوض المنجمي لا يضاهيه ترحاب وهي من اكثر الجهات التي زرتها واشرفت على مؤتمراتها ووجدت فيها كل التقدير ولم اشعر يوما اني انتمي إلى جهة بل إلى وطن
*منذ متى لم تزر دار الإتحاد؟
زرت عديد الاتحادات الجهوية وقدمت محاضرات
*سألتك عن دار الإتحاد المركزية؟
سؤالك غير بريء منذ مؤتمر سوسة
*هل هذا عادي؟
سأعطيك الأسباب، الدعوة التي كانت تأتيني لحضور المؤتمرات كانت تصلني من رئاسة الجمهورية ومكاني بقي شاغرا في الصف الأول وعليه إسمي  رفضت المجيء لأن الطريقة التي كان يحضر بها رئيس الدولة ويراقب بها النقابيون المؤتمرون  فيها إهانة للنقابيين والإتحاد... الرئاسة كانت هي التي توجه الدعوات  وليس المركزية النقابية
*هل تشعر ببعض المرارة في علاقتك بالإتحاد؟
أبدا
*علاقتك طيبة بجراد؟
عادية
*هل بينكما تواصل؟
طبعا، بانتظام  بالهاتف لحل بعض المشاكل
*هل ما يحدث في سوريا إمتداد للربيع عربي؟
عبارة  الربيع العربي" فيها وعليها" أفضل ان اقول  إنه تعبير شعبي عن رفض لأشكال من الاستبداد ومن النظم السياسية التي لم تعد ملائمة  للعصر ولا لتطور الشعوب، والكبت والقمع يولدان الإنفجار حتما بتراكم المظالم، ما حدث في اتونس نتيجة تراكم انت تعرف ان النتيجة حاصلة ترى الكأس يمتلئ ولكنك لا تعرف متى سيفيض بالقطرة الأخيرة؟ 
*هل تخشى من فوز الإسلاميين في تونس والمغرب ومصر؟
لا ، واحكم فقط على تونس، فيها مجتمع مدني وقوى متعددة والشعب التونسي لا يمكنه القبول بديكتاتورية جديدة مهما كان الشعار الذي ترفعه
 و من تحدثه نفسه بالعودة إلى  أي شكل من أشكال الديكتاتورية يقترف جريمة في حق الشعب التونسي
*هل كان بن علي سيئا كل السوء؟
لا يوجد شخص سيئا كل السوء،  المشكل انه مع مر الزمن بدأت تكبر نسبة الفساد وتطغى على الجانب الذي كان يمكن ان يكون مقبولا وذلك لأنه كان محدودا ليس له لا ثقافة عامة ولاثقافة سياسية وهذه مصيبة لمن يتقلد مناصب قيادية بالإضافة مع الأسف  إلى الذين أحاطوا به أو أحاط هو نفسه بهم لم يكونوا مستشارين، المستشار يجب ان يكون صاحب رأي ونصيحة واعرف أن بعض النصائح التي كان يقدمها كبار المستشارين كانت كارثية  وبعضها تعلق بالمعهد العربي لحقوق الإنسان الذي كنت ارأسه وعشت أمثلة من هذه النصائح
*هل خطب بن علي ودك؟
نعم، مرارا
*عرضت عليك مناصب؟
عدة وزارات ولم أقبل
*عازز عليك كرسي الوزارة؟
أبدا ، كرسي مكتبي في المنزل أفضل وأكثر راحة
*هل يمكن ان تترشح في انتخابات رئاسية بعد عام ؟
(يضحك) هذا سابق لأوانه... بعد سنة أسألني وسنتحدث
*لم تغلق الباب؟
أنالا أغلق الباب على أي شيء ولا أفتحه لأي شيء... لكل حادث حديث






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire