جوهر بن مبارك
الناطق الرسمي بإسم شبكة دستورنا يتحدث لليوم:
أستغرب عدم إلتقاء المرزوقي بقايد السبسي؟
كيف لحزب قياداته غير منتخبة ولم يعقد مؤتمره أن يؤسس للديمقراطية...
من سيكون مهندس السياسة الخارجية هل هو المرزوقي أو الغنوشي؟
ظهر إسم جوهر بن مبارك عند البعض فجأة، وعلق آخرون بأنه موجود في كل مكان إذاعة وتلفزة، وسأل غيرهم أين كان السيد جوهر حين كان بن علي يحكم تونس؟ وربما نسي هؤلاء بفعل الهيجان الثوري أن لا أحد كان يحق له أن يتحدث للتونسيين بعد أخبار الثامنة البنفسجية الهوى غير بن علي وزوجته والمسبّحين بحمدهما من المطمئنين على تونس في تلك الأيام من سياسيين ومثقفين وصحافيين يتم إختيارهم بعناية للمشاركة في أي ملف ولو كان عن البيوت المكيفة وتأتي المصادقة على أسمائهم من قصر قرطاج ...
وجوهر بن مبارك هو إبن عزالدين الحزقي أحد “قُدامى” اليسار التونسيّ فقد كان مناضلاً في حركة “آفاق” على مدى سنوات الستـــينات و بداية السبعينات من القرن المنصرم و قضى سنواتٍ طويلة في سجن برج الرومي إلى أن صدر عفوٌ عنه هو ورفاقه في عام 1979.
عز الدين حزقي معروفٌ بمزاجه الطريف و نشاطه الدائم. فقد تنقل في عمله من صاحب مقهى إلى كُتبيّ وناشر وصاحب كشك جرائد ومكتب للتبغ… لقد شارك حزقي في كل الحركات الديمقراطيّة الاحتجاجيّة وفي عام 1989 (في الوقت الذي كانت فيه كل المعارضة التونسيّة تقريباً تنادي من أجل التصويت لصالح بن علي)، أبى إلا أن يصدح بصوته خارج الجوقة مقرّراً الترشُّح للانتخابات الرئاسيّة و عمد إلى القيام بكل الاجراءات القانونيّة بدقة لتسجيل ترشحه ولكن عبثاً
كما أن جوهر بن مبارك هو أحد أعضاء قيادة الإتحاد العام لطلبة تونس في مؤتمر 1988 وقد نجح في الانتخابات بصفته مستقلا ، وله تجربة نقابية ككاتب عام لنقابة المدرسة العليا للتجارة، وهو بعبارة جماعة النهضة من المهزومين في انتخابات 23 أكتوبر إذ ترشح تحت غطاء قائمة دستورنا في دائرة تونس 2 ...
إلتقينا الأستاذ الجامعي جوهر بن مبارك إثر انتخاب المنصف المرزوقي رئيسا مؤقتا وتوجيهه خطابه الأول للتونسيين فكان ذلك منطلق حوارنا
الناطق الرسمي بإسم شبكة دستورنا يتحدث لليوم:
أستغرب عدم إلتقاء المرزوقي بقايد السبسي؟
كيف لحزب قياداته غير منتخبة ولم يعقد مؤتمره أن يؤسس للديمقراطية...
من سيكون مهندس السياسة الخارجية هل هو المرزوقي أو الغنوشي؟
ظهر إسم جوهر بن مبارك عند البعض فجأة، وعلق آخرون بأنه موجود في كل مكان إذاعة وتلفزة، وسأل غيرهم أين كان السيد جوهر حين كان بن علي يحكم تونس؟ وربما نسي هؤلاء بفعل الهيجان الثوري أن لا أحد كان يحق له أن يتحدث للتونسيين بعد أخبار الثامنة البنفسجية الهوى غير بن علي وزوجته والمسبّحين بحمدهما من المطمئنين على تونس في تلك الأيام من سياسيين ومثقفين وصحافيين يتم إختيارهم بعناية للمشاركة في أي ملف ولو كان عن البيوت المكيفة وتأتي المصادقة على أسمائهم من قصر قرطاج ...
وجوهر بن مبارك هو إبن عزالدين الحزقي أحد “قُدامى” اليسار التونسيّ فقد كان مناضلاً في حركة “آفاق” على مدى سنوات الستـــينات و بداية السبعينات من القرن المنصرم و قضى سنواتٍ طويلة في سجن برج الرومي إلى أن صدر عفوٌ عنه هو ورفاقه في عام 1979.
عز الدين حزقي معروفٌ بمزاجه الطريف و نشاطه الدائم. فقد تنقل في عمله من صاحب مقهى إلى كُتبيّ وناشر وصاحب كشك جرائد ومكتب للتبغ… لقد شارك حزقي في كل الحركات الديمقراطيّة الاحتجاجيّة وفي عام 1989 (في الوقت الذي كانت فيه كل المعارضة التونسيّة تقريباً تنادي من أجل التصويت لصالح بن علي)، أبى إلا أن يصدح بصوته خارج الجوقة مقرّراً الترشُّح للانتخابات الرئاسيّة و عمد إلى القيام بكل الاجراءات القانونيّة بدقة لتسجيل ترشحه ولكن عبثاً
كما أن جوهر بن مبارك هو أحد أعضاء قيادة الإتحاد العام لطلبة تونس في مؤتمر 1988 وقد نجح في الانتخابات بصفته مستقلا ، وله تجربة نقابية ككاتب عام لنقابة المدرسة العليا للتجارة، وهو بعبارة جماعة النهضة من المهزومين في انتخابات 23 أكتوبر إذ ترشح تحت غطاء قائمة دستورنا في دائرة تونس 2 ...
إلتقينا الأستاذ الجامعي جوهر بن مبارك إثر انتخاب المنصف المرزوقي رئيسا مؤقتا وتوجيهه خطابه الأول للتونسيين فكان ذلك منطلق حوارنا
• ما تعليقك على خطاب رئيس الدولة المؤقت المنصف المرزوقي؟
هو خطاب جيد رغم بعض المنزلقات مثل عبارة "السافرات" التي لها معنى سلبي في أذهان الناس... إجمالا الخطاب أثار مجمل التناقضات في الملفات المطروحة وهذا هو المهم مثل المصالحة والمحاسبة، الأمن والحرية، الدفاع عن حق المعتصمين و سلامة المؤسسات الإقتصادية، وربما ما أفقد الخطاب روحه هو الجمع بين كل المتناقضات في غياب تصورات واضحة لطريقة التوفيق بينها ، وهذا طبيعي لأن المرزوقي فاقد الصلاحيات وليس له القدرة السياسية ولا القدرة القانونية للتصرف في هذه الملفات ولكنه إكتفى بإشارات عامة تعبر عن موقفه الشخصي ...
للأسف بقينا في ذات المنطق القديم فقد عرفنا أسماء الوزراء منذ فترة دون أن نعرف ما هي برامجهم ، أما رئيس الجمهورية فقدم تصوراته الخاصة أي كيف يرى هو الملفات والتناقضات داخلها ولكنه من الناحية السياسية لا يمثل التزاما من الحكومة
• كيف قرأت إرتداء منصف المرزوقي للبرنس الجريدي وإستقباله في يومه الأول في قصر قرطاج زعماء الأحزاب السياسية وممثل المستقلين في المجلس التأسيسي؟
ربما كانت إشارات دعائية "ما عندهاش محل من الإعراب"
• ما العيب في ذلك ؟ هي عند البعض دعاية نحتاجها للتعبير عن عمق الانتماء؟
المرزوقي رئيس لكل التونسيين، هذا ما يجب التأكيد عليه ، يجب أن نتجاوز الرمزيات الشكلية، المهم هو السياسة، فالأصالة تفهم بسياسته أما اللباس الجريدي وعدم إرتداء ربطة العنق فإشارات لا تغير شيئا ولكنه سيلبس ربطة العنق في النهاية، أما إستقباله لممثلي الأحزاب وخاصة من المعارضة فمؤشر إيجابي ولكني أستغرب عدم التقائه بالباجي قائد السبسي ليعرف الوضع في البلاد واسأل لماذا لم يترأس آخر مجلس وزراء لحكومة قائد السبسي ما دام لم يعين رئيسا جديدا للحكومة ؟ كان من المفروض أن أول ما يقوم به هو استقبال رئيس الحكومة فما ينتظره التونسيون هو الاهتمام بالملفات العاجلة لا أن يرتدي برنسا أو أن لا يرتدي يربط عنق ...
• هل تعتقد أن عدم إستقبال قائد السبسي موقف من المرزوقي ؟
هذا سؤال يطرح على منصف المرزوقي
• أنا أسأل عن قراءتك للحدث؟
ربما لضيق الوقت
• تكررت عبارة الخاسرين في الانتخابات على لسان عدد من النواب وخاصة إتهام محمد عبو لهؤلاء الخاسرين المهزومين وأنت واحد منهم بالتحريض على الإعتصامات والتشويش على إرادة الناخب التونسي؟
هذا حديث سمعناه سابقا عن أقلية وشرذمة والصائدين في الماء العكر وأصحاب الأجندات الخارجية تعودنا هذا الخطاب طيلة عقدين ، عقلية إقصائية "ما خوفناش قبل ولن يخيفنا اليوم" والذين رددوا هذا الكلام كانوا من ضحاياه في عهد بن علي ولكنهم بمجرد أن تغيرت مواقعهم تغير خطابهم وصاروا يستعملون نفس المصطلحات ونسوا أن الشأن السياسي يحق التدخل فيه لكل تونسي
*أتركوهم يعملون؟ لماذا تضعون لهم العصي في الدواليب؟
لم نضع أي عصي لا في الدواليب ولا في غيرها، التحرك الذي قمنا به في شبكة دستورنا أمام المجلس التأسيسي لم يكن إستباقيا بل على أساس مقترح تم تقديمه، نحن لم نعتصم ضد الحكومة بل ضد مشروع تنظيم السلط العمومية الأول الذي تقدمت به النهضة وحليفاها
*الذين وضعوا هذا النص اختارهم الشعب ويحق لهم أن يفعلوا ما يريدون؟
هم صوتوا بحكم الشرعية الإنتخابية التي يملكونها ولكننا قلنا رأينا وتحركنا وهذا متاح للجميع...ليس لنا شرعية انتخابية ولكن ذلك لا يسحب منا حقنا في إبداء الرأي والمساهمة في الشأن السياسي
*البلاد لا تحتمل ويرى الفائزون أنه لا بد من تظافر الجهود لتجاوز الصعوبات؟
هذه لغة تعودنا عليه سابقا ، وضع اليد في اليد لا يعني أن نكون على رأي واحد والدليل أن الضغط الذي مارسناه والقوى الديمقراطية أفضى إلى تغييرات جوهرية في قانون تنظيم السلط العمومية وهذا أمر فيه مصلحة المواطن التونسي والتحركات التي قام المجتمع المدني من داخل المجلس وخارجه كانت مؤثرة للغاية في منطق وفلسفة التنظيم المؤقت للسلط العمومية
*مع ذلك قلت إن رئيس الدولة فاقد للصلاحيات؟
"موش مشكل" نحن في دستورنا لنا ملاحظات على النص المصادق عليه وأهمها صلاحيات رئيس الجمهورية فقد تم إختيار النظام البرلماني وإن تمت تسميته نظاما مجلسيا وهو غير صحيح ، دون أن يكون هناك تحديد لآليات المراقبة المعروفة في الأنظمة البرلمانية التي تكون فيها أوسع الصلاحيات لرئيس الحكومة ولكن المجالس النيابية لها صلاحيات رقابية
*للمجلس إمكانية توجيه لائحة اللوم؟
قبل أن نصل إلى لائحة اللوم هناك سلسلة من الآليات تراقب عمل الحكومة تنطلق من الأسئلة الشفوية والكتابية ولجان التحقيق...
*هذه حكومة عمرها سنة وأنتم تريدون تعطيلها بترسانة من آليات المراقبة قد تضرب الاستقرار؟
بن علي قيد رقابنا تحت شعار الاستقرار أيضا...الاستقرار لا يأتي بالهيمنة ، وبروز المشاكل الاقتصادية والاجتماعية من مخلفات نظام الاستبداد بسبب غياب آليات الرقابة ، من قال لك إن الحكومة تلتزم بهذه المدة ؟ ماعادش نعرف بعد رفض الالتزام بهذا الأجل في التنظيم المؤقت للسلط ...السلطة دون رقابة كارثة سواء بقيت الحكومة شهرا أو ستة أشهر أو سنة أو سنتين أو ثلاثة...
الآلية الوحيدة التي وضعت هي لائحة اللوم بخمسين زائد واحد أي أن الآلية الوحيدة للمجلس التأسيسي لمراقبة الحكومة هي خلق أزمة سياسية بسقوط الحكومة ...هذا هو الذي يضرب الاستقرار بأن تمنح المجلس التأسيسي القدرة فقط على خل الحكومة .
الملاحظة الثانية تتعلق بعقلنة النظام البرلماني فما نعيبه أن النص لا يمنح لرئيس الجمهورية صلاحيات إعتراضية في ختم القوانين والمعاهدات الدولية... كنت أتمنى أن تكون له هذه الصلاحية دون غيرها ...
أنا متخوف أيضا من الاختلاف في تحديد السياسة الخارجية بين رأسي السلطة التنفيذية فقد يؤدي ذلك إلى كارثة في البلاد كنت أفضل أن تمنح هذه الصلاحية لرئيس الحكومة تجنبا لهذا التذبذب
• كيف تقرأ تعيين صهر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وزيرا للخارجية؟
هو معطى مهم فمن شأنه أن يزيد في إختلال التوازن في تحديد السياسة الخارجية التي هي من صلاحيات رئيس الجمهورية بالتنسيق مع رئيس الحكومة ولا أظن تعيين صهر الغنوشي صدفة في هذا المنصب بالذات والسؤال من سيكون فعلا مهندس السياسة الخارجية هل هو راشد الغنوشي أو منصف المرزوقي؟
كنت أفضل أن تكون كل الصلاحيات لرئيس الحكومة في إطار منظومة برلمانية حقيقية و لرئيس الجمهورية القدرة القانونية على رفض ختم القوانين وإعادتها إلى المجلس التأسيسي للتصويت عليها بأغلبية معززة هذا معمول به في الأنظمة البرلمانية وهذا من شأنه أن يعيد ترتيب العلاقات داخل السلطة التنفيذية وفي علاقتها بالسلطة التشريعية وسيغير كامل المعادلة إذ يصبح رئيس الدولة سلطة مضادة لها رقابة على أداء الحكومة التي تتحمل مسؤوليتها كاملة ...
مسألة أخرى هي الجمع بين عضوية المجلس التأسيسي والحكومة وما يثير الإنتباه أنه وقع الخلط بين البرلمان والمجلس التأسيسي لأن الجمع بين عضوية البرلمان والحكومة معمول به ولكن غير المقبول هو الجمع بين سلطة تأسيسية والحكومة، الوظيفة الأساسية للمجلس هي وضع دستور للبلاد ومن الغريب الجمع بين عضوية المجلس والحكومة، هذا تداخل بين السلطة التنفيذية والسلطة التأسيسية وهذا خطير ويحسب على تونس ولم يحدث في أي مكان
*تتقنون الحديث عن القانون ولكن الشعب إختار أناسا تعبر عنه مثل إبراهيم القصاص؟
شبيه إبراهيم القصاص؟ من خلال متابعتي أرى أن إبراهيم القصاص مواقفه جيدة وممتازة ويمثل أحسن تمثيل المبادئ الأساسية للديمقراطية
*هناك من وصفه بالتلميذ البليد الذي يغطي ضعفه بالتشويش على سير الدروس؟
ما نتصورش... المعلم هو الضعيف والبليد...
*من هو المعلم؟
إذا كان القصاص هو التلميذ فإبحث عن المعلم
*كشفت انتخابات 23 أكتوبر عن هوة عميقة بين الحداثيين والشعب التونسي؟
ما نتصورش
*ولكنكم إنهزمتم في الانتخابات؟
هذا حديث كورة.... والتوانسة بعد أن كانوا محللين في الكرة أصبحوا اليوم محللين في السياسة لكن بمنطق الكرة وأدواتها ...
على مستوى الأرقام هناك خلط كبير، كما القوى الديمقراطية تتحمل مسؤولية كبيرة في النتائج التي تحققت بعيدا عن موضوع الحداثة هذه القوى خاضت الانتخابات مشتتة
* لماذا لم تدخل شبكة دستورنا تحت مظلة حزب ؟ إلى اليوم تتنافسون والأحزاب التقليدية بإعلانكم عن تأسيس جبهة وطنية مفتوحة؟
موش صحيح، لأن التوجه نحو توحيد الصفوف عند الجميع وإن إتخذ أشكالا مختلفة... المهم أن تلتقي المبادرات بسرعة ...
التشرذم في الانتخابات لا يتحمله المستقلون فمثلما تشتتت الأحزاب لا يمكن تحميل المسؤولية للمستقلين لأن عشرات الأحزاب خاضت الانتخابات متشرذمة، ولذلك رفضنا الانضمام إلى القطب الحداثي لأن الالتقاء لا يكون ضد شيء بل حول شيء ما وقد دعونا لصياغة مشروع لا التوحد ضد النهضة أو غيرها ...ما فشل في الإنتخابات هو الإتحاد ضد النهضة ولذلك دعونا إلى ملتقى وطني لا لتوحيد القوى الوطنية بل لوضع قواعد مشروع رؤية مجتمعية مشتركة
*هل هناك تنسيق مع الأحزاب؟
طبعا ومع مكونات المجتمع المدني ليس بهدف توحيدها بل لوضع آليات التوحيد من خلال تبني رؤية مشتركة للقوى الديمقراطية
*هل النهضة من القوى الديمقراطية؟
بالنسبة إلينا لا، الحزب الذي يرفع شعار الخلافة لا يمكن أن يكون ديمقراطيا
* من أين لك بأن النهضة تدعو إلى إقامة الخلافة؟ وما قاله الجبالي في سوسة كان زلة لسان؟
حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة هو شخص مسؤول والرجل الأول في الدولة ولذلك غير مسموح له بأن يزل لسانه بهذه الطريقة كما أن المعجم المستعمل يعكس رؤية متكاملة وليس زلة لسان أعتقد أن النهضة يمكن أن تكون حزبا ديمقراطيا حين يكون خطابها السياسي متناسقا بين جميع القيادات وبين الشفوي والمكتوب وخاصة عندما تكون حزبا ديمقراطيا من الداخل فالنهضة لم تعقد مؤتمرها وقياداتها غير منتخبة كما هو الأمر بالنسبة إلى عدد من الأحزاب السياسية التي لم تعقد مؤتمراتها والحزب الذي لا يمارس الديمقراطية داخله لا يمكنه تأسيس حياة ديمقراطية في البلاد والأحزاب السياسية مدعوة اليوم إلى هيكلة نفسها على أساس ديمقراطي
• ولكن راشد الغنوشي لم يستأثر برئاسة الحركة؟
هل يعني ذلك أن النهضة ديمقراطية ؟ وإني أسالك كم دامت رئاسة الغنوشي للحركة وكم استمرت رئاسة الآخرين مجتمعين ؟
*هل للباجي قايد السبسي دور في المرحلة القادمة؟
لا
*تردد انه سيؤسس حزبا؟
أنصحه بالتقاعد
*كيف تقيم أداء حكومته؟
أعتبر أن سياسة حكومته كانت مسؤولة عن نتائج الانتخابات فطيلة أشهر كان التونسيون يحتجون لاستمرار نفس وجوه العهد السابق، الباجي قايد السبسي لم يكن مصدقا أنه حدثت ثورة في تونس "ماكانش لابس جبة الثورة " ولم يكن داخل منطق الثورة بل فضل إعادة ترتيب البيت بشكل لا يوحي بحدوث تغيير فكان ينقل المسؤولين من مكان إلى آخر من معتمدين وولاة ومديرين عامين وكأنها نقل عادية ... "الناس الكل كانت تعيط ما تبدل شيء " وتم الإكتفاء بتحريك المسؤولين من مكان إلى آخر وهذا ما أدى إلى التصويت بناء على منطق القطيعة والشعب التونسي صوت بشكل ذكي إذ لم يمنح الهيمنة لأحد ولكن التحالفات هي التي شوهت العملية السياسية وهي المسؤولة عن الهيمنة
*الم يكن ممكنا التحالف بين القوى الديمقراطية؟ أم زياد(الصحافية نزيهة رجيبة من مؤسسي حزب المؤتمر من أجل الجمهورية) قالت إن ذلك لم يكن ممكنا بسبب الخلافات الشخصية ؟
هذا موجود، ولكن هناك مسائل أخرى تتعلق بما جرى قبل الانتخابات في علاقة النهضة بمنصف المرزوقي ووعود النهضة للتكتل، النهضة أتقنت اللعبة تغافلت عن المؤتمر في البداية ... المرزوقي كان عاجزا عن عقد أي إجتماع عام "وين يمشي" تعترضه الاحتجاجات بل والاعتداءات حتى على شخصه وأول اعتداء كان في القصبة حتى انه قال فديت باش نرجع لفرنسا وفجأة فتحت أمامه الطريق ...
*هل تدخلت النهضة لفتح الطريق؟
لا هي تدخلت لإغلاق الطريق أمامه
*هل كان الهدف إبلاغه رسالة معينة بأنها من يتحكم في الشارع؟
أعتقد أن الرسالة وصلت ولا أعلم ماهي المفاوضات التي تمت بخصوص القائمات الانتخابية للمؤتمر والمرزوقي فهم الرسالة...
*هل إطلعت على دستور حزب التحرير؟
بشكل سريع لا يمكنني من الحديث عنه
*كيف تعلق على حضور هذا الحزب المكثف في وسائل الإعلام رغم أنه ينشط خارج الإطار القانوني؟
أنا ضد الإقصاء بالقانون، يجب أن يتم في نطاق حوار سياسي وهو ما ينقصنا في تونس... في كل الديمقراطيات هناك أحزاب خارجة عن الوفاق الوطني فالديمقراطيات قائمة على قاعدة القيم المشتركة مثل قيم الجمهورية في فرنسا، المشكل أننا في خطواتنا الأولى في النظام الديمقراطي ولم نؤسس بعد لقاعدة القيم السياسية المشتركة ولم تظهر الإصطفافات وهذه تتأسس بالوقت وبطبيعتها تقصى القوى غير الجمهورية
*موقفك من أحداث كلية الآداب بمنوبة ؟
هي حلقة في سلسة من الاعتداءات التي بدأت الساحة تشهدها ضد الحريات الفردية والجماعية وحرمة المؤسسات التربوية بمطالب فيها مغالاة تخل بالترتيبات الأساسية لأمن الأفراد والجماعات في الحرم الجامعي وهي محاولات إرباك المجتمع التونسي
*من وراءها؟
لا أعرف من وراءها ولكن المستفيد منها هي القوى التي ترغب في إعداد المجتمع لتغيير جذري في نمط تفكيره وعيشه
*ما الحل؟
الحل هو أن تتحمل وزارة التعليم العالي مسؤوليتها
*ماذا على المنصف بن سالم(النهضة) وزير التعليم العالي الجديد أن يفعل؟
عليه أن يتخذ قرارا وزاريا يغطي قرارات المجالس العلمية ويضفي عليها الشرعية اللازمة لإيقاف هذه السلسة من الإعتداءات لأن الوزير إذا قدم تنازلا فسيكون ذلك مؤشرا خطير جدا فمطالب معتصمي منوبة تفتح الباب أمام مطالب أرقى مثل الفصل بين الجنسين في قاعات الدرس ثم في وسائل النقل وهذا سيخلق مشاكل كبيرة لتونس ككل بما في ذلك لحركة النهضة إلا إذا كانت هي ترغب في الإستفادة من وضع كهذا
*هل عرض عليك منصب وزاري؟
موقفي واضح من البداية
*هل عرض عليك؟
أفضل عدم الإجابة
*هل ستنجح النهضة في الحكم؟
أتمنى أن تنجح... في كل الحالات لا أحد يمكنه النجاح بشكل كامل... هناك أولويات على التحالف أن يتصدى لها ويؤمن المرحلة التأسيسية والمرور إلى انتخابات تشريعية ورئاسية... هناك ملفات مستعجلة أنا لا أطالب بزيادة نسبة النمو خلال هذه السنة فنحن إزاء مؤشرات خطيرة من ركود إقتصادي وتضاعف طلبات الشغل ...معيار النجاح الإقتصادي أن تحافظ على توازن الأرقام في مستوى المؤشرات الإقتصادية الكبرى في هذه المرحلة مثل نسبة التضخم ...
*هناك حديث عن تظيم إنتخابات بلدية ؟
أعتقد أن الأطراف التي كانت تدعو إلى التعجيل بانتخابات بلدية هي نفسها قد تراجعت عن ذلك
*لماذا؟
لتغير موازين القوى... هناك تخوف من نتائج الانتخابات إن انتظمت،
مبدئيا تنظيم إنتخابات بلدية دون منظومة دستورية مسألة خطيرة جدا فكل القوى السياسية وعدت بمنظومة جديدة تفكك منظومة الحكم السابقة والتراجع عن هذا الإلتزام مؤشر خطير وسلبي
*هل تعتقد ان التونسيين إختاروا الصالح دينيا لا الأصلح سياسيا؟
لا أعتقد ...هناك حديث على المستوى الفردي في هذا الإتجاه ثمة من إستمع إلى الإمام في المسجد لأن المساجد لم تكن خارج اللعبة السياسية ولكن على المستوى السياسي لم يكن العامل الديني حاسما بقدر ما كان عامل القرب والالتصاق بالناس( هذا ما يفسر فوز العريضة الشعبية والنهضة )والقطيعة الحقيقية مع الماضي وإنتخاب من لم يتورط في المشهد السياسي القديم في عهد بن علي وحتى بعد الثورة في حكومتي محمد الغنوشي 1 و 2 وهو ما يفسر سقوط حزب نجيب الشابي وفوز المؤتمر والتكتل
*لماذا لم يفز حزب حمة الهمامي إذن والحال أنه لم يتورط في الحكم مع أي كان ؟
هناك الحجم الموضوعي للأحزاب السياسية كما أن قوى أقصى اليسار كانت مشتتة... هناك أحزاب لها حجم مفترض ونتيجة أخطاء سياسية منذ 13 جانفي سقطت في الانتخابات
*هل تفكر في خوض الانتخابات الرئاسية؟
إطلاقا لا ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire