vendredi 17 janvier 2014

خبايا خطاب عيد الثورة: لماذا قال الرئيس المرزوقي" لن اسلم السلطة إلا لرئيس ينتخبه الشعب؟"




مرّت الذكرى الثالثة لـ14جانفي وخلّف خطاب الرئيس المؤقت بهذه المناسبة جدلا واسعا، فقد  بدا المرزوقي متوترا وهو يتحدث عن إنقلاب مفترض تعرض له في" ذلك الصيف المشؤوم"  وبلهجة حادة قال إنه لن يسلم الكرسي إلا إلى رئيس منتخب من طرف الشعب التونسي،  فما الذي دفع المرزوقي إلى هذا القول والتأكيد عليه؟ ولماذا إشترط ان يكون الرئيس منتخبا من الشعب علما وانه وصل إلى قصر قرطاج بفضل توافق الترويكا في ما بينها ولم يكن للشعب أي دخل في اختياره رئيسا للجمهورية بعد  إنتخابات 23 اكتوبر 2011 ؟ 


ما يلفت النظر ان خطاب "السيد الرئيس"(بتاريخ 13جانفي)  إختفى من  موقع رئاسة الجمهورية على شبكة الأنترنت إذ لا أثر له  لا في نسخته التلفزية  او النصية والحال ان كلمة الرئيس المؤقت امام اعضاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات  بتاريخ 15جانفي موجودة؟ فهل تراجع القصر امام ردات الفعل السلبية إزاء كلمة الرئيس الذي إستشهد خلال خطابه بمذيع قناة الجزيرة فيصل القاسم  واصفا إياه بالصديق ، وهي سابقة في خطب رؤساء الجمهورية اللهم إلا إذا عدنا إلى الخطاب الأخير لمحمد مرسي قبل عزله إذ ذكر بعض خصومه بإلإسم ولم يبق سوى أن يذكر عناوين سكناهم ...
حاول الرئيس المرزوقي ان يقيم حصيلة ثلاث سنوات من حكمه بشكل متوازن بذكر المنجز والمنشود  دون قفز على الخيبات، غير ان قطب الرحى في خطاب الرئيس هو حديثه عن إنقلاب قال إنه إنتهى الآن، وخاطب التونسيين وكأن بينه وبينهم "شفرة" تمكنهم من فهم مقاصده، وأضاف بنبرة الواثق" لن اسلم السلطة إلا للرئيس الذي ينتخبه الشعب في إنتخابات حرة" فما الذي دفع المرزوقي إلى هذا الموقف؟ وما الذي طرأ  ليقول ما قال؟ ذلك ان موقع رئاسة الجمهورية ظل عموما بعيدا عن التجاذبات وإتفق الفرقاء في الحوار الوطني على ان المشكل في قصر الحكومة بالقصبة لا بقصر قرطاج ... من الواضح ان شيئا ما ازعج "السيد الرئيس " فإتخذ موقفا إستباقيا لقطع الطريق امام أي سيناريو محتمل لتغيير هوية ساكن قصر قرطاج...
مصادر التونسية تفيد  بأن الترويكا إنتقلت إلى الرفيق الأعلى فحزب التكتل فتح خطوط التواصل مع الجمهوري وآفاق تونس، اما النهضة فقد حسمت امرها بان لا مجال للوثوق بالمرزوقي مرة اخرى فهو حليف غير مضمون يمكن ان ينقلب في أي لحظة  بحجة انه حقوقي تارة وحداثي تارة اخرى ...
ومن المؤكد ان سكان قصر قرطاج لا ينظرون بعين الرضى للود الناشئ في عاصمة النور بين شيخ مونبليزير (راشد الغنوشي) وشيخ البحيرة (قائد السبسي) خاصة وان الباجي قائد السبسي لا يخفي رغبته في رئاسة تونس ويرى نفسه جديرا بهذا المنصب ويرى كثيرون ايضا انه قادر على تحقيق تغيير إيجابي  وأفضل سيناريو يحبذه انصار قائد السبسي هو ارتقاؤه لسدة الحكم  في مرحلة إنتقالية لا تتجاوز العام الواحد ذلك ان سن الباجي لا تسمح له بالمراهنة على مدة رئاسية من خمس سنوات ، ومثل هذا التفكير لا شك انه يقض مضاجع كثيرين في قصر قرطاج في مقدمتهم المرزوقي نفسه الذي بات يشعر بانه يمسك بدواليب الجيش بعد سلسلة التحويرات التي قام بها بعد تنحي الجنرال رشيد عمار ويبدو ان القريبين من" السيد الرئيس" يغذون لديه الشعور بأن الجيش لن يكون  سوى في صفه مهما كانت الظروف ...
ولأن الجيش الوطني لا يمكنه التفكير في سيناريوهات الانقلاب العسكري فإن السيناريو الوحيد الممكن لعزل المرزوقي وفق الفصل 13 من التنظيم المؤقت للسلط العمومية انه  يمكن للمجلس الوطني التأسيسي أن يعفي رئيس الجمهورية من مهامه بموافقة الأغلبية المطلقة من أعضاء المجلس بناء على طلب معلل يقدم لرئيس المجلس من ثلث الأعضاء على الأقل. وفي هذه الحال لا يمكن للمرزوقي ان يرفع شعار الشرعية لأن المجلس التاسيسي هو مصدر الشرعية الأصلية،  وقتها  سيقف الجيش حامي الشرعية مع الوافد الجديد الذي سيكون قائد السبسي  لا محالة ...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire